بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيلول 2022 12:00ص هل تتحوَّل عدسة «عدنان مرعب» إلى ذاكرة فوتوغرافية خاصة بعكار؟

حجم الخط
يمارس الفوتوغرافي العكاري «عدنان محمد مرعب» (Adnane Moureb) هواية التصوير بشغف، مما زاد من رؤيته الفوتوغرافية، ومنحه قدرة على خلق مساحة تصويرية أثبت من خلالها أن للعدسة جمالية ترتبط بتطورات حاسمة وملموسة في فن التصوير الخاص بالهواة، والذي لم يعد ينحصر بمصور العائلة أو الهواة فقط الذين يلتقطون الصور للذاكرة الشخصية. فالفن والإختصاص وما تتطلبه العدسة من قدرة على خلق الزوايا بجمالية تمنح لكل فوتوغرافي بصمة هي انطلاقة أثبتها عدنان محمد مرعب من خلال جمالية الصورة التي يفتحها على عدة نقاط يحاور من خلالها رؤيته بموضوعية فوتوغرافية استطاع تطويرها بشكل فردي ليجعل من عدسته شاهداً على جمال المشهد القروي أو الأصح جمال الطبيعة في عكار إضافة الى البورتريه والمثلث البصري الوهمي الذي يجمعه في إطار أساسي يتناوله عفويا في معايير الصورة التي تشهد على اللحظات الحياتية الصغيرة والكبيرة منها والأخرى المرتبطة بالحدث الذي يؤرشفه لبعض الجمعيات التي تُعنى بمواضيع اجتماعية شتى. فهل استطاع «عدنان محمد مرعب» فرض عدسته على الصورة الفوتوغرافية ونقاطها الأساسية تقنياً؟ أم أنه شغوف بجمال ما يصدر عن العدسة التصويرية واستطاع تطوير نفسه ليصل الى التكنيك الفوتوغرافي الذي حقق من خلاله قدرة على جمع النقاط البصرية ذات التكوين الجمالي الملموس في الكثير من الصور التي يجمعها في أرشيفه الفوتوغرافي الخاص أو الموجود على شبكات التواصل الاجتماعي من «انستغرام» و«فايسبوك» وسواه؟ وهل المشهد الطبيعي في بعض القرى من عكار بات مفتوحا فوتوغرافيا من خلال صوره الفوتوغرافية؟
يغرق «عدنان محمد مرعب» بالتأملات الداخلية لخلق نقاط تقنية تقوم على أساسها الصورة التي يلتقطها بواقعية منطقية تستجيب لها عدسته العاشقة لفن التصوير الذي لا يحتاج الى براعة بقدر ما يحتاج الى شغف في اختيار اللقطة وجمعها، لتنغمس مع اللوحات عبر ما يقدمه عدنان من زاوية يتخذها عبر مثلث وهمي دائما ما يكون ناتجا عن استمتاعه بالمشهد أو المعنى أو حتى الموضوع الذي يطرحه من خلال صورة أو صور متعددة. وقد يعتقد البعض أن المستويات تختلف بين معرفة الفوتوغرافي الهاوي أقل شمولية من المصور المحترف، إلا أن ذلك مرتبط بتطوير الذات للقدرات التصويرية إضافة الى الانطلاقة الثابتة وتعزيز الفهم الفني وما الى ذلك. مما يسمح للمصور التقدم وإثبات معاييره الجمالية في التقاط الصورة ببساطة تقنية تتميز بالانجذاب الفوتوغرافي الذي حققه المصور عدنان محمد مرعب من خلال إبراز المثلث الوهمي في أغلب صوره التي التقطها لأشخاص أو لمشهد واقعي ما حوّله الى بطاقة عكارية خاصة أولا ومن ثم لبنانية بامتياز. فهل تتحوّل عدسة «عدنان مرعب» الى ذاكرة فوتوغرافية خاصة بعكار؟
استحوذت فكرة الصورة التي تعيد تشكيل جمالية المشهد على عدسة «عدنان مرعب» الذي يميل الى ترتيب اللقطة، وفق ثلاثية تمنح البصر الكثير من التساؤلات، مما يولّد شعورا بالحركة التصويرية التي ولدت منها الصورة، وكأنه يختصر العناصر، ليجعل الفراغات تتلاشى وفق ثلاثيته التي تشكّل قاعدة جمالية ينطلق منها، ليمنح القيمة بشكل تلقائي على البؤرة الضوئية وعفويتها التي تختزل الكثير من المقاييس التي يهرب منها تاركا مثلثه في قبضة العين دون أن يحرره من خلال المساحة المفتوحة على الفراغات التي يمكن له أن يتحرك فيها. فهل ما يميّز المصور الهاوي عن المصور المحترف هو الشغف الحقيقي بجمالية ما تراه العدسة أم ما تراه العين؟ وهل التطوير التقني الإحترافي لفن التصوير الفوتوغرافي هو القاسم المشترك بين الهاوي والمحترف؟ وهل الفوتوغرافي «عدنان محمد مرعب» استثنائيا استطاع تقديم صورة احترافية ساد تنوّع النقاط الثلاثية فيها؟