بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 تشرين الثاني 2021 12:00ص استقلال العقول!

حجم الخط
تقترب ذكرى الاستقلال فيما يمر لبنان بأصعب أيامه منذ ذلك التاريخ، صحيح أنه مرّ بحروب غاشمة من العدو الاسرائيلي وحروب عبثية بين أبنائه إلا انه كان في كل مرة يخرج مثل طائر الفينيق الذي ينفض غبار الدمار عن اجنحته وينتفض.

ولكن دمار النفوس اليوم الذي خلّفه انفجار المرفأ وما لحقه من تداعيات على الصعيد السياسي والوطني يغرق طائر الفينيق تحت انقاض لا يمكن لجرافات الكون أن تزيله في حال أراد الجاثمون على الانقاض الاستمرار في صب الردم أكثر فأكثر فوقه.

في ذكرى الاستقلال عدة استقلالات استقلال للطائفة وأخرى للمذهب غيرها للحزب او التيار وآخرها استقلال من عبودية الزعيم.

لا معنى لاستقلال لا يصون ابناؤه بعضهم البعض ولا معنى له في ظل احتلال الحقد لنفوس هؤلاء تجاه بعضهم البعض، الاستقلال الحقيقي هو بإزاحة مفاهيم الاستقلالات وتوحيد الرؤية من العدو ،واجتناب الخوف من الوقوف من كافة الوصايات المادية والسياسية والعسكرية.

لبنان يسأل اليوم عن رجالاته الذين خاضوا حرب الاستقلال أين احفادهم؟ وأين وصيتهم؟ وأين يقف لبنان اليوم بين الدول؟ لبنان الذي كان سويسرا الشرق اصبح اليوم يُصنف من افقر الدول ليس لأنه لا يملك الثروات بل لأنه لم يعد يملك العقول الواعية والضنينة بمصالح الوطن بعد ان قوبلت نفسها في قوالب لا تشبه الاستقلاليين وشخّصت مصالح الوطن في شخصها فقط، فأثرت حساباتها المصرفية وافقرت الوطن والشعب معاً.

الاستقلال يستجدي عقول شبابه حتى لا يكونوا على صورة زعمائهم بل على صورة استقلال حقيقي يثري الوطن ويُفقر الفاسدين.


أخبار ذات صلة