انه الدرك الاسفل من طبقات الجحيم التي اوصلنا اليها اهل الحكم والساسة في لبنان، فبعد تبدل جلد اللبنانيين اثر احتراقه مئة الف مرة مع ارتفاع الدولار من 1500 ليرة وصولا الى مئة الف ليرة، ها هو قد تعود اللبناني على السعر الجنوني للدولار، وما عاد يكترث لقفزاته الجنونية، وما عاد ينزل الى الشارع لينفس غضبه عبر احراقه الاطارات وقطع الطرقات.
واللافت انك تراه مستنكرا ساخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، فينشر فيديوهات هزلية ساخرة للرقم الذي وصل اليه الدولار، وهو إما يدل على ان اللبناني اصابه مرض «التمسحة» او ان القسم الاكبر منهم مهلل لهذا الرقم لانه يملك بين يديه الفريش دولار، او ان الكآبة اصابته في مقتل ولم يعد قاراً على الحراك ولا حتى التعبير عن وجعه.
انه اليوم الوحيد الذي تساوى به اللبناني مع حاكم مصرف لبنان برقم المئة، فالمئة لسلامة هو مجموع الاسئلة التي سيوجهها اليه القضاء الاوروبي اليوم الاربعاء لمواجهته بتهم الفساد وتبييض الاموال، وتضييع دولارات المودعين.
امام رقم المئة الذي كان اللبناني قبل اشهر مضت لا يتخيل انه سيلفظه الى جانب الدولار الواحد، لفظ الرقم وحده مقابل الدولار يصيب المرء بأزمة نفسية فيكون التعامل معه في الاسواق؟
فهل ستحرق اليوم المئة سؤال سلامة وتفضحه امام الرأي العام ام انه سيتنصل منها، والمئة لن تحرق الا اللبناني وحده؟.