بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تموز 2021 12:00ص الارتطام الكبير

حجم الخط
هو لبنان بلد العجائب والغرائب، بلد يشبه سفينة «Titanic» لكن بفارق عمر يناهز المئة عام. هي كانت رحتلها الاولى التي يقودها قبطان واحد، لم تعتد مفاجآت البحر الغادر، فغرقت مع مَنْ فيها من الركاب ونجا مَنْ حالفه الحظ، أما لبنان الذي عاش منذ 1942 وهم الاستقلال عرف في بحر الحياة الكثير الكثير من الغدر، لكن البحر ليس وحده مَنْ حاول بغدره أنْ يُغرقه في أزمات متكرّرة منذ التأسيس.

الغدر كان دائماً من قبطان أو أكثر من قبطان لأنه لم يعرف القيادة الواحدة، فكل واحد من القادة يتّجه بهذه السفينة الى البر، الذي يناسب ميوله، إما السياسية أو الطائفية أو المصالح الشخصية التي طغت في السنوات الأخيرة على طموحات اي قبطان على متن هذه السفينة، حيث بفسادهم وسرقاتهم مع طاقم السفينة جعلوها تترنح وتواجه ليس جبل جليد، بل جبل ديون وتضخّم، لا شك سيقودها الى الارتطام الكبير، ولن ينجو منها أي راكب من الطوائف الـ17، التي تتغنّى بالمذهبية، سوى أولئك الجشعين الذين جهّزوا القوارب لإنقاذ انفسهم بما غنموا من سرقاتهم.

لامس الدولار أمس الـ23 ألف ليرة، فأغلقت معظم المحال ابوابها وبدأت حملة مستعرة لتغيير التسعير الموجود على المواد، ثم أوقفت معظم شركات الأدوية تسليم الصيدليات الأدوية المقطوعة أصلاً بعد رفع الدعم أو ترشيده كما يرغب المسؤولون تسميته، والمواطن اللبناني الذي لم يفقه من ألاعيب السياسيين شيئاً، «بفش خلقو» بقطع الطريق على أخيه أو صديقه ويحرق الدولايب ويرمي النفايات وكأن المسؤول أو القبطان الفاسد سيتأثر بذلك.

 متى نرتقي إلى درجة من الوعي فلا نحرق او نُغرِق انفسنا، بل نرمي اي قبطان فاسد في البحر، ونُبعِد هذه السفينة عن جبل الفساد لتُبحر في محيط يشبه الاوطان، ولا يشبه سفن القراصنة المليئة بالمغانم والخالية من الانسان.


أخبار ذات صلة