بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 شباط 2020 12:16ص الجيبة ما ناقصها!!

حجم الخط
على هامش «الحرب الكونية» بمواجهة «وباء كورونا».. وكأي أب يخاف على أسرته.. جهّز «صاحبنا» طفلته إبنة السنوات الأربع.. بكل الوسائل والمستلزمات لمواجهة تسلل هذا الوباء.. من كمّامة إلى محارم مُطهّرة إلى محلول مُعقّم.. حتى أنّه أرغمها على ارتداء كفين واقيين خلال تواجدها في المدرسة.. للابتعاد عن أي باب من أبواب أنْ يبلغها هذا المرض الملعون..

وعند الظهيرة وبينما عاد «صاحبنا» لاصطحابها من المدرسة إلى البيت.. صدمة لم تخطر بباله رأتها عيناه.. وبما أنّ «شر البلية ما يُضحك».. شاهد أطفال الروضة الثانية.. وفيما هم مُنتظمون بانتظار الأهالي لاصطحابهم إلى البيت.. يتبادلون الكمّامات الواقية ويلهون بالمحارم المُطهّرة.. فيرمونها في الفضاء كأنها غيوم ثلجية تتهاطل.. أما المحلول المُعقم فقد فرغت زجاجاته.. لاعتبارهم أنّه مُعطّر للعب..

غضب وخوف استشاطا في دماغ «صاحبنا».. لكن سكينة مُضحكة نزلت عليه.. عندما ركضت طفلته ناحيته.. لتبلغه بأنّها ربحت كل أصدقائها.. ورمت المحارم المُطهّرة إلى الأعلى.. ولم يبلغ مستواها أحد حتى أعتى الصبية.. وفيما لَمَحَ المعلمة وهمَّ لسؤالها عمّا رآه بأم العين.. سبقته إلى التوضيح بأنّهم سمحوا للأطفال باللعب.. بعدما خضعوا لفحص الطبيب المُختص.. وجرى التأكد من خلو «كلن يعني كلن».. من أي مؤشّرات حتى للانفلونزا الموسمية..

ارتاح «صاحبنا» لطمأنة المُعلّمة.. لكن أدرك أنّ دور جيبته قد حان.. وسيُتعبها من جديد شراء ما سبق وهدره الأطفال.. لتؤكد المُعلّمة بعدما لمحت الأمر في عينيه.. أنّ الطفولة قد تغلب أحياناً.. وبما أنّ الأمر يحدث لمرّة الأولى.. فحتماً في الغد لن يتكرّر.. ويبدأ الأطفال بإدراك أهمية الوقاية والعناية.. فسارع إلى قول: «الله يطمنك.. يعني الجيبة ما ناقصها.. من غير شي عم تبكي»..

أخبار ذات صلة