بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 آب 2021 12:00ص الحيوانات والحلول اللبنانية

حجم الخط
يُقال «الصديق وقت الضيق»، واللبناني لم يجد من يقف الى جانبه في معارك الحياة اليومية، إلا الحيوانات على أنواعها لدعمه معنوياً أو مادياً في زمن العوز.

فمن منا لم ينطق لسانه يومياً بتسميات «كلاب، حمير، بهائم» للتعبير عن النقمة التي تعتمر قلوبنا تجاه الاوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني، ولتوصيف من تسببوا بها.

هذا القاموس اللبناني الجديد الذي يعتمد على الحيوانات، لم يعُد مجرد مفردات في لغته بل تعاظمتْ الحاجةُ إليهم مع اشتداد الازمات، فمع شح مادة البنزين، ظهرت إلى العلن مشاهد لافتة لم يألفها الشارع اللبناني، حيث لم يمر يوم إلا وتناقلت وسائل التواصل صوراً تُظهِر شخصاً متوجهاً الى محطة الوقود على ظهر حمار لتعبئة غالون من البنزين لسيارته الخاوية المتوقفة في الشارع.

ولتخطي أزمة البنزين والتشجيع على الزواج عمدت إحدى شركات تنظيم الاعراس الى طرح إعلان يظهر فيه حمار مزين بالورود كبديل عن سيارة الزفاف للعروسين.

ومع التحذيرات من إمكانية توقف خدمة الانترنت والاتصلات بسبب نقص المازوت، بدأ اللبنانيون يسألون عن إمكانية استخدام الحمام الزاجل كوسيلة للتواصل.

ومن منا لم يكن شاهداً على غزوة الجراد لبعض المناطق، فهذه الكارثة المدمّرة للزرع لم ير فيها اللبناني إلا انها منافسة غير متكافئة بين الجراد وجشع المسؤولين الذين أكلوا الأخضر واليابس ولم يتركوا إلا الفتات.

مُضحك مُبكٍ إذاً بات أمر أبناء «بلاد الأرز»، الذين نشروا الحضارة والابجدية والعلم في مختلف أصقاع الأرض، أن يجدوا في الحيوانات حلاً ساخراً لمشاكلهم التي يعجزون عن إيجاد مخارج ملموسة لها.




أخبار ذات صلة