بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

29 تموز 2022 12:00ص الدولار الطائر

حجم الخط
 
عن الدولار أحدثكم اليوم. لا كخبير بل كمُخبر صغير. تعرفونه كلّكم أليس كذلك؟ وتتعاملون به أيضًا حباً أو كرهاً. الدولار منجم الذهب الجديد الذي تحتكره الولايات المتحدة الأميركية. الحديث عن الدولار بسيط جداً. يمكن لأي شخص أن يمسك بطرفه. فهو عنوان جبروت أميركا وهيمنتها على العالم. وهو الطوق الحديدي الذي يمسك برقاب اقتصادات الدول الغنية منها والمتوسطة والفقيرة. هل أقول أنّ لكل السياسات من حولنا أشرقية كانت أم غربية اسماً واحداً هو الدولار؟ لندخل في الحكاية.
طبعت الولايات المتحدة منذ الأزمة الاقتصادية عام ٢٠٠٨ حتى اليوم حوالى ٩ آلاف مليار دولار. رقم فلكي! ما المشكلة؟ التضخّم. أي أموال كثيرة تطارد بضائع أقل. يعني سلع أغلى باستمرار. لا بد إذاً من تقليل كمية الأموال أي المعروض من الدولار في أسواق العالم عن طريق رفع الفائدة. بذلك ستتدفق الدولارات مجدداً من بنوك العالم إلى بنوك أميركا طمعاً في أرباح أكثر ضمانة. وقد بدأت رؤوس الأموال بالفعل تهرب من اقتصادات كبرى مثل الصين وأوروبا. أميركا تشفط الدولارات لتكبح ارتفاع أسعار معيشتها. وبدوره الاقتراض بالدولار سيصبح أكثر كلفة. دول مثل لبنان (هل توجد دولة مثلنا؟!) ستواجه مزيداً من الاضطرابات. الغنى والفقر أمران نسبيّان بسبب سيطرة الدولار. العملات الوطنية ستخسر من قيمتها أكثر. اليورو نفسه يتراجع أمام الدولار والحرب في أوكرانيا تسدّ عليه أبواب الحلّ. غاز روسيا جعل أوروبا ترتجف. الركود الاقتصادي بات واقعاً ممتدّاً. وهذا يعني مزيداً من الحروب في المستقبل. ربما دخلنا النفق الأخير للدولار الذي نصّب نفسه حاكماً للعالم منذ أوائل السبعينيات بعد الحرب العالمية الثانية. الدولار الفرعون. شعارات كثيرة في الفم وتصورات زهرية في المخيلة وأناس يرتّبون كليّاتهم الفكرية بتؤدة وآخرون يواظبون على مسح زجاج الماضي في الطوابق الأخيرة الأكثر علواً وخطراً… لكن في جيوب كل هؤلاء شيء واحد: الدولار!
 
أخبار ذات صلة