بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 نيسان 2021 12:00ص الشمطاء والشعر المنفوش!!

حجم الخط
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان.. دولة غير نائية على أطراف البحر الأرزق أو الأبيض أو أي لون لستُ أدري.. يتحكّم بها ملوك الطوائف وتسيطر عليها الزعامات.. التي طغت واستقوت فأصبح حكّامها «زعران» و»حاميها حراميها».. لتخرج من بينهم «ساحرة شمطاء» شعرها كالمكنسة.. وعيناها تبوحان بسحر مستطير.. حتى إذا ما رمقت إنسياً بنظرة منهما.. أحالته أثراُ بعد عين.. وكيف لا وهي فرعٍ من شجرةٍ ملعونةٍ.. جِذرها «قزم مسخوط».. وعاليها حاكم «نعسان غفيان لا يعرف ولا يريد أن يعرف».. 

وكان في أحد الأيام أنْ فجّرت تلك الساحرة مواهبها.. فجمعت حولها زبانيّة من بقايا ميليشيات ومرتزقة مسترزقين.. ومضت لتحكم وتتحكّم ظنّاً منها أنْ العهد أي عهد.. سيطول وسيبقى متناسية أنّها «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك».. فمال بسببها ميزان العدل.. وفقئت عينا العدالة وتفجّرت شهوة السلطة في زمن «كفّة الحكم المائلة».. وسقط الجرحى وتهاوت أُسُس الدولة.. وتناثر الشعر الأجعد المنفوش على بين العروش والكروش..  

وبما أنّ العدالة في تلك الدولة غير النائية أصبحت عمياء.. وبما أنّ حاشية السلطان تحكّموا وتجبّروا وحكموا من خلف حُجُب.. فكان لا يستيقظ إلا عندما يريدونه أنْ يوقّع أو يتفوّه بما يزيد الشرخ أكثر فأكثر.. وفي ظل «الوقت الضائع» وسيرورة مراكب الوطن.. على غير هداية في لجج البحر الأسود.. جاء مَنْ ينهر تلك الساحرة ويذكّرها بأنّ الله حق.. وبأنّ ما قامت وتقوم به سينقلب عليها ولو بعد حين.. ولن يبقى معها مَنْ يدافع عنها حين تنتهي الأيام المقبلات وينفض الجموع.. لكن لا تندهي ما في حدا.. فلا هي تراجعت وانتهت.. ولا حتى الشعب تحرّك بل آثر التدجين والذل.. «وحط راسك بين الرووس وقول يا قطّاع الرووس».. فالكرامة «طُر» والشرف «طُزّين».. والوطن والدين والأخلاق وما إلى هنالك.. أضغاث أحلام.. ولا ثورة إلا عبر «العنكبوتية».. فراحوا يغرّدون ويثورون.. ويقابلهم ذباب ينقض فـ»يهكّر» ويستحضر إلى «الغرف السوداء».. لتوقيع إقرارات بعدم التعرّض لا من قريب أو بعيد..




أخبار ذات صلة