بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

31 أيار 2021 12:10ص الطاسة ضايعة

حجم الخط
- وين الطاسة؟
سأل الشرطي راكب الدراجة.
- بالبيت.. قال الشاب.
- وماذا تفعل الطاسة بالبيت.. هات أوراقك.
خمسيني كان يتابع المشهد قال لصديقه: اسمع.. اسمع هذا الكلام، يسأل عن الطاسة.. ولا يعرف ان الطاسة ضايعة في هذا البلد.
وعبارة (ضايعة الطاسة) غالباً ما تتكرر في أحاديث النّاس دون معرفة  البعض لأصلها وفصلها.
يُروى ان أحدهم أراد الاستحمام في حمّام عمومي، حيث لكل مستحم ما يلزمه، وضمنها الطاسة التي يستعملها في غرف الماء من الجرن.. وقف الرجل مستعداً ولم يجد طاسة، فصرخ يسأل المسؤول عنها، وصرخ المسؤول لمن هو دونه يسأل عن الطاسة وعمّ السؤال عن الطاسة فراح كل مستحم يتمسك بطاسته خوفاً من اعتبارها الطاسة الضائعة.
تلك هي الحكاية.
ولكن، هل يحق للخمسيني أن يقول ان الطاسة ضائعة في هذا البلد؟..
وهل ما يحدث على أكثر من صعيد إلا بغية التفتيش عن الطاسة؟..
كل جهة تتمسك بطاستها خوفاً من اعتبارها الطاسة الضائعة..
وتتحول الطاسة إلى دوّامة  تخنق في غبارها إنسان هذا الوطن وتراه كالدجاجة المضروبة على نافوخها يحتار في البحث عن دواء وغذاء بعد أن نسي البحث عن كساء.
والطاسة تحلق ضاحكة فوق القصور على أنواعها ترش فوقها مهدئات الأعصاب وأنواع اللجام عن الولوج إلى دوّامة تتحوّل ناراً تأكل الأخضر واليابس..
والمواطن المستكين يبحث عن (طاسة الرعبة).

أخبار ذات صلة