بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 أيلول 2017 12:05ص الفقر ليس مصيبة!

حجم الخط

شاب مثل غيره من شباب لبنان يعيش بلا عمل، جرّاء مزاحمة اليد العاملة الاجنبية، كان دائم الشكوى الى الله لماذا لا ينصفه ليكون غنياً كالآخرين.
في يوم اتصل به صديقه، وأخبره بأنّ العائلة التي يعمل عندها بحاجة الى ناطور لبناني، فوافق على العمل، وكان يتحسّر لماذا لا يملك هو ما يملكه هؤلاء، وفي إحدى الليالي سمع صوت اسعاف تدخل الحديقة، ويسارع الشباب بها الى الداخل، فلحق بهم فوجدهم يُخرجون شاباً مقطوع الرجلين لا يستطيع التنفس، فعلم بأنّه الإبن الوحيد لهذه العائلة الغنية.
وفي اليوم التالي، رأى والد الشاب يعود الى البيت منهكاً، فسأله هل أُعدُّ لك القهوة؟، أجابه: إصنع فنجانين لنشربهما معاً.. سأله الشاب وهما يشربان القهوة عن قصة ولده، فأخبره بأنّه يعاني من مرض مستعصٍ، وأنّ أيامه باتت معدودة.
حاول الشاب مواساته، فقال له الرجل: مستعد لأبيع هذا القصر والسيارات الفخمة والشركة وكل ما أملك شرط أن يعود لي ولدي فكل هذه الاموال لا تعني لي شيئاً.
عاد الشاب الى غرفة الناطور يتأمل في هذه الدنيا، فقال فعلاً الصحة والعافية أهم كنوز الارض، فما نفعهما اذا لم نستطع التمتّع بهما، وأنا مَنْ كان يحسد هذه العائلة على أموالها، أنا فعلاً اخجل من نفسي ومن الله فقد انعم عليَّ بالصحة، وأنا كنتُ اشتكي من القلّة، فعلاً الفقر ليس مصيبة، بل المصيبة عدم القناعة بما قسمه الله.


أخبار ذات صلة