بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

26 تموز 2022 12:00ص القانون الأخلاقي: «جهنم» و«العصفورية»

حجم الخط
«إنّ العقل الإنساني يُعطي نفسه القانون الأخلاقي.. الذي هو أساس إيماننا بالله والحرية والخلود». (إيمانويل كنت)
إذا ما تمعنّا في هذا القول لكنت.. فإنّنا نقف متأملين بـ»القانون الأخلاقي» الذي لم يعد موجوداً في لبنان على أيدي المارقين من حكّامه الذين باتوا لا يعرفون الله ولا الحرية ولا الخلود.. ساسة لبنان سارقون.. مارقون.. مستزلمون لمحازبيهم.. وتعلّم منهم أصحاب القطاع الخاص في المؤسّسات.. كما التجّار من المصارف إلى أصحاب الأفران.. بمعنى أنّ كل هذه الطغمة فقدت القانون الأخلاقي وكفرت بالله وبالحرية البشرية والخلود الإنساني.. ما جعلني اليوم أبدأ بمقولة عالم الاجتماع «إيمانويل كنت».. نكتة مرّت في ذاكرتي من وحي الوضع الاجتماعي تقول: «سأل الأستاذ التلميذ أين تقع دولة لبنان الجميل؟ قال التلميذ: في فضاء دولة اللصوص والحرامية الذين أذلّوا الشعب.. الحاكم الأوّل وضعنا في جهنم.. والحاكم الثاني يلعب بعزفه على الأوتار والحاكم الثالث وضعنا في مصاف العصفورية». ذُهِلَ أستاذ الجغرافيا من إجابة الطالب سائلاً إياه: كم مصروفك اليومي من الوالد؟ قال التلميذ: «كسرة خبز مع ملعقتي عدس مُتبّل نأكلها ونحمد الله».. لكن التلميذ الذي لم يُنه عامه العاشر تابع حديثه: «وهل تُعطي أولادك مصروفاً؟ أم إنّك تعيش مثلنا بعد أنْ نُهِبَ المال العام والناهبون حتى يحافظون على شرفهم يريدون التخلّص من حاكم مصرف لبنان.. ولكن ليس عن طريق المحاكمة حتى لا يبوح بمَنْ سرق أمول المودعين مَنْ المصارف.. ولا حتى مَنْ سرق وزارة الطاقة.. ولا حتى مَنْ سرق وزارة المالية.. ولا حتى كيف تتلاعب السياسة بسعر صرف الدولار».. وبعد ذلك أصبح التلميذ مُحاضِراً على مساحة الوطن.. تكلّم عن انفجار 4 آب/ أغسطس وكيف غُيِّبَ أمر الوصول إلى الفاعل الذي استورد نيترات الأمونيوم.. وأيضاً حتى لا تتحوّل أهراءات القمح في المرفأ إلى معلم لتخليد شهداء الانفجار.. باتوا بفعل فاعل يُحدِثون فيها الحرائق حتى تتهدّم وينسى الناس انفجار المرفأ.. حياة الناس بالنسبة إلى المسؤولين لا تساوي الغبرة على أحذيتهم.. فلماذا الاهتمام بهم طالما هم على حسابنا ينعمون بالقصور وأكل «المحمّر والمشمّر».. شواهم الله في نار جهنم أو جعلهم بلا عقول بأصفاد في عصفورية لبنان؟!
أخبار ذات صلة