بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 تموز 2021 12:00ص المازوت ونهاية العالم!

حجم الخط
بضربات متسارعة ولهفة حارقة، تطرق الجارة باب جارتها متأبطة «كرتونة» مملوءة بالخضروات والدجاج، وتسألها بعينين تلمعان بالفضول: «مَن ترك لكِ هذه الإعاشة المحرزة أمام عتبة دارك؟ أريد نصيبي منها فلولا مجيئي لصادرها عابر سبيل».

ضحكات صاحبة الدار أوقفت الكلام في حلق جارتها، التي لم تفهم ما تَسمع للوهلة الأولى، ومع إنقضاء «السكرة»، وحضور الفكرة، بدأت المرأتان تنعتان أهل السلطة والوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة، ووعدوا اللبنانيين بالكهرباء 24 على 24 بأبشع النعوت، فإلى جانب الأزمات التي يعيشها اللبنانيون بات عليهم إفراغ ثلاجاتهم التي ملأوها بشق الأنفس بما تيسّر من مواد غذائية، وذلك بسبب إنقطاع الكهرباء وفقدان مادة المازوت، وخسارة «الإشتراك» رغم تكلفته العالية بعد إطفاء المولدات التي نفذت من المازوت.

إنها «نهاية العالم» حتماً بالنسبة للبنانيين، الذين عاشوا أبشع أنواع الظلم من قبل أهل الحكم خلال هذا العام، بدءاً من مصادرة أموالهم وجنى أعمارهم في البنوك مروراً بأزمة الغذاء والدواء وارتفاع الدولار، وصولا إلى الموت المفاجئ أمام محطات البنزين، وهم ينتظرون في طوابير الذل.

جميعنا قد نتبلغ اليوم أو بعده من صاحب مولد الكهرباء أنه سيكون مضطرا لإطفائه بعد نفاد كمية المازوت لديه وصعوبة تأمينها، وسنهرع إلى مقابس الكهرباء لشحن بطاريات هواتفنا وحواسيبنا قبل الانقطاع النهائي. وبمشهد درامي، فيه الكثير من الذل سنجلس وننظر إلى مصباح الغرفة وننتظر إنتهاء قطرات المازوت، ولكننا لن نتعلم كيف ننهض ونثور علّنا ننقذ آخر قطرات ماء وجهنا أمام أطفالنا.










أخبار ذات صلة