اعتادت تلك الخمسينية على «النق» لدرجة ان من حولها يخافون ان يخبروها عن اي مشكلة يقعون فيها، لأن كل شيء اصبح بالنسبة لهم اسهل بكثير من «نقها» المستمر حول المشكلة. في الفترة الماضية مرض قريب لها فلم يهدأ هاتف اي احد من الاقارب لتخبره عن مرض قريبها وتنوح وتبكي، وما ان تطمئن عليه حتى تسارع الى طمأنة الجميع من دون أن تنسى النواح، ووصف صعوبة الوضع الذي عاشته من اجل هذا القريب.
وصل الامر بشقيقها الى تأنيبها اكثر من مرة حول اسلوبها هذا: ما بك لا تكادين تجدين مصيبة حتى تبدئين بالنواح وكأنك اصبحت متخصصة بالعويل، ألا تدرين بأنك تبالغين في ردود فعلك تجاه اي مشكلة والجميع يتهرّب من إخبارك بمشاكله خوفاً من «النق» الذي اصبح عندك اسلوب حياة؟
ازعجها رد فعل شقيقها: انها العاطفة التي لا استطيع ان اتحكم بها، اخاف على الجميع. رد الشقيق: لماذا لا تجدين شخصاً واحداً تعطيه كل هذا الحنان والعطف والخوف؟ خصوصاً اننا في اجواء عيد الحب، واستبدلي «النق» بشيء من التسلية والترفيه حتى يشعر الجميع بحبك بعيداً عن النواح، لأن بعضهم اصبح يشبهك بـ«البومة» واذا كنت مصرة على «النق» انصحك بأن تنعي المسؤولين في هذا البلد، لأن معظم المشاكل التي نعاني منها هي صنيعتهم، وليكن اسلوب حياتك حباً وفرحاً لتجدي هذا فعلاً.