بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

29 أيار 2023 12:06ص خفافيـش مموَّهة

حجم الخط
آخر ما طلع علينا من أخبار الكوارث والأوبئة التي تهل على هذا الكوكب الملتهب بالكراهية والعداء والدم، وكأنها تشل وخزاً منذ تأسيس المجتمعات أو التجمعات الأولى على ضفاف الانهر، آخر ما طلع علينا نتيجة أبحاث من باحثين في علم الفيروسات الى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أصدر على أثرها بياناً يطلب فيه من الدول الاستعداد لا حتمال تفشي فيروسات جديد ة قد تشكل وباء يعم العالم.
ومصدر هذه الفيروسات تجمعات كثيفة للخفافيش موجودة في كهوف غابات الامازون في البرازيل.
والخفاش حيوان كريه (اذ كيف يمكن ان يكون الجرذ طائراً) تكرر ذكره في الكتابة الادبية كمرافق للروايات التي نسجت حول شخصية (دراكولا) مصاص الدماء.
المهم صحت هذه المعلومات أو لم تصح فالسؤال الذي يعنينا في ما وصلت اليه الحالة عندنا من تردٍ وبؤس هل نجزع ونُرعب أم اننا اعتدنا كونه لدينا من الخفافيش المموهة في كافة القطاعات ما يمكن أن تسببه خفافيش الامازون.. وقد سبب ولا يزال يسبب بانتظار ان يأتي أمله أمراً كان مفعولاً.
خفافيشنا ميزتها انها ملونة ومختلفة الاحجام، واذا كانت خفافيش البرازيل تعيش في ظلمة الكهوف فإن خفافيشنا تعيش في كهوف على شكل قصور وفيللات فخمة.
واذا كانت الخفافيش البرازيلية تطير ما بين كهوفها، فان خفافيشنا تطير في طائرات سريعة وفي الدرجة الاولى من مقاعدها.
واذا كانت خفافيش الامازون تعيش في كهوف تعبق برائحة العفن فان خفافيشنا تعيش في كهوف غرف معطرة بما يخنق الانفاس ويسد الصدور.
خفافيشنا المموهة اسقطتنا في بئر دون قاع.
هوينا وما زلنا نهوي.
حولت حياتنا جحيم أرضي بانتظار ذهابهم الى جحيم إلهي ولات ساعة مندم.
وعسى أن يكون ذلك قريبا.
أخبار ذات صلة