بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

24 شباط 2022 12:00ص خليّها بالقلب تدبح

حجم الخط



«خليّها بالقلب تدبح».. ولن أقول تجرح.. «ولا تطلع لبرّا وتفضح».. تلك عبارة أصدق ما يمكن أنْ أصف بها حال العديد من اللبنانيين.. إذ فجأ أصبحواProfessional  شحادة.. بذريعة الفقر والتعتير والأيام العاطلة التي نمر بها.. وذلك تزامناً مع تفريخ العديد من الجمعيات من هب ودب.. وعلى الرغم من التقديمات التي توفرها معظم الجميعات.. ذات العلاقات الخارجية «فرنسا، أستراليا وسواها».. أو ذات الدعم المحلي القائم على التماس مع الأحزاب.. أو التسوّل على أبوابها لمصالح ومآرب انتخابية.. فإنّ طغمة كبرى من اللبنانيين تعلّموا ممَّنْ نزحوا إلى ديارهم.. التراص على الأعتاب والتباكي علّهم يعودون بكسرة خبز..

سمعتها تبلغ زميلتها في المكتب «سردة موجعة».. عن طمع شقيقها بها وبأنّها تتقاضى القليل من الـFresh Dollars.. كونها تعمل في المجال الإعلامي الخارجي.. متناسياً أنّها مريضة وتُعاني الآلاف من العلل الصحية.. ورغم كونها لا تقصّر معه كل أوّل شهر.. إلا أنّ «وسواسه الخناس المتواجدة في داره».. راحت تزن على رأسه لاستغلال شقيقته كونها ميسورة في الزمن الردي..

وبعدما استعذتُ بالله من سماعي لما كانتا تسردانه.. فإنّ أوّل ما خطر ببالي سؤال: أين كان هذا الأخ يوم كانت لا تملك إلا الفُتات؟!.. أين كان في زمن البحبوحة وضهراته و»روحاته ومجياته».. بصحبة «امرأته حمّالة الحطب» التي تنقر رأسه كالطير الأبابيل؟!.. وشقيقته كانت تستدين ثمن الدواء ولم تطرق بابه؟!.. بل لم يعرف عنها لا كبيرة ولا صغيرة.. فساورتني نفسي التدخّل وتجييشها ضدّه.. إلا أنّني عُدتُ عن خطوتي خوفاً من أنْ أكون كالبوم الدال على الخراب.. لكن ألمي على «الدم اللي صار مي».. كان أكبر من خوف شقيقها عليها..

وما هي إلا لحظات حتى ترقرق دمعها.. فانسحبتُ من المكتب مُفسحاً المجال أمام ألمها للتعبير عن عمق سخطه.. ولكن ضميري لا يزال حتى كتابة هذه السطور يستصرخني: «أيُعقل أنّ الشقيق لا يرى بأخته إلا مغارة علي بابا.. أيُعقل أنّ الطمع يُعمي العيون لهذه الدرجة؟!»... حسبي الله على مَنْ أوصل اللبنانيين إلى هذا الدرك.. يأكلون لحمهم الحي بذريعة الأيام الصعبة والأحوال المزرية..

أخبار ذات صلة