بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 آب 2018 12:05ص «دموع».. وراء القضبان!

حجم الخط
أيام العيد بالابيض والأسود كان لها طعمها وبريقها عند البنات والاولاد. فصباح عيد الأضحى عند الأطفال أيام زمان لم يختلف كثيراً، فهو يبدأ بالعيدية، والملابس الجديدة والدراجة الشعبية.
هذه الطفلة الجميلة التي كانت تزاحم الأولاد بدراجتها وتنافسهم بشقاوتها.
جاء العيد ليعطي الحياة طعماً جديداً، ويستعد اطفاله في جميع المدن الإسلامية باستثناء أطفال «غزة» الجريحة الذين حرموا من ملامح (عيد الأضحى) المبارك، ولن يحمل (الطفل الغزاوي) لعبته مع رفاقه... لينطلقوا بغية الاستمتاع بأجواء العيد الصاخب وأيامه الملوّنة. كداخل احياء (جدّة الشعبية) مثل باب مكة والهنداوية.
يبدأ «طعم» العيد بصوت «ثومة» التي أطلق عليها الشيخ إبراهيم البلتاجي اسم «أم كلثوم» تيمناً بإحدى بنات الرسول (صلعم)، حيث تملأ الدنيا إعلاناً بأن «الليلة عيد.. على الدنيا سعيد»!
وتتعانق القلوب، وتشرق العيون، وتدبُّ في الصدور فرحة ويتلفت كل طير إلى طيره.. يحتضنه، وينام تحت جناحه. فإن لم يجد الطير خلّه.. وإن تلفتت الفراخ الصغيرة بحثاً عن الأب، نزلت «الغصة» وسكنت الحسرة وبات العيد مناسبة للوجع.
حالات ثلاث تركناها تتحدث عن نفسها، تتضمن سيلاً من المشاعر الحزينة، بدون ماكياج.
هذه زوجة السجين الفلسطيني الثائر، عاشت ثلاثين عيداً وراء قضبان الأشواق تنتظر إفراج الأسير، ورفضت الكشف عن اسمها. وزوجة الغادر الذي طلقها بلا إنذار ورفضت أن تعلن اسمها الحقيقي! والثالثة، ارملة الغائب بالموت.. ودموعها تغسل بها وجوه الولدين والبنت صبيحة كل عيد، لتستمع إلى وهج الأشواق المستحيلة!!


أخبار ذات صلة