لفت اعلان على مواقع التواصل الاجتماعي نظر الكثير من المغردين فتفاعلوا معه من باب «شر البلية ما يضحك»، هو عبارة عن صورة لحمار معروض للبيع بمليونين وخمسة مئة الف ليرة لبنانية مع امكانية التقسيط عبر البنك وتسهيلات بالدفع، فالبعض وجد فيه ما يعبر عن وجع اللبناني من الاوضاع السيئة التي وصلنا اليها والبعض اعتبره رداً على اضراب محطات الوقود، فرأى هذا الفريق انه افضل رد على هذا الاضراب لأولئك الجشعين من شركات واصحاب محطات، وعلق قسم منهم على الصورة «راجع يا كبير»، اما قسم منهم ففضل العودة الى الدراجة الهوائية لاسباب متعددة، ولخص هذه الاسباب بأن الحمار يحتاج الى علف والعلف مكلف حالياً بسبب ارتفاع الدولار اما الدراجة فلا تحتاج الى عناية فائقة يكفي ان تكون الدواليب جيدة والفرام متين وان يكون السائق حذراً.
ولكن الرد على هذا الاسباب جاء سريعاً على اعتبار ان الحمار يستطيع ان يأكل من النبات خصوصاً بعد هطول الامطار التي تسمح للارض ان تفيض بما يطيب للحمار من الحشائش، كما ان امكانية الحوادث صفر بالمية مما يعني عدم وقوع ضحايا، ولا يمكن ان يتوتر احد من عدم الوصول الى عمله في الوقت المحدد بسبب زحمة السير فالكل لن تتخطى سرعته السرعة المحددة للسيارة، وهذا ايضاً سيخفف عن الدولة المراقبة ونشر شرطة السير كما سيمنع منعا باتاً التلوث الذي خرّب بيئتنا.
لكن انصار الدراجة الهوائية فقدموا اسباباً مقنعة اكثر فبالاضافة الى منع التلوث هي لا تحتاج الى علف او بنزين او شرطة سير وهي اسرع بكثير من الحمار كما انها مفيدة صحياً فهي من الرياضة الاكثر اهمية لصحة القلب، واذا كان مريض القلب لا يستطيع قيادتها بامكانه الاستعانة بالحمار لأن ركوبه لا يحتاج لأي جهد. ولكن الفريقين اعتبرا ان الاستعانة باحدى الوسيلتين ضروري وعلقوا اهلاً بـ«الكبير لا غنى عنك».