بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الأول 2022 12:17ص زوارق الموت.. مجدداً

حجم الخط
الصمت الذي يعقب كل كارثة تحل بهذا الشعب المنكوب هو الكارثة بعينها.
يقع الحدث وتموت الناس غرقاً وحرقاً وتفجيراً وقتلاً، فيعم الضجيج الاعلامي البلد لأيام ثم تخفت الضجة وبعد أسابيع يصبح الحدث مجرد ذكرى مرّ عليها الزمن وسقطت من الحساب بمروره.
تشكل لجان وتصدر قرارات ويحال الامر الى النيابات والقضاء (اذا لم يكن مضرباً) وتنتظر الناس النتائج ليدفع أي مسؤول عن الكارثة الثمن خلف القضبان.
ولكن الصمت إياه يعم الحناجر وخصوصا حناجر المسؤولين عن الامر كأن قوة ما تبتلع ألسنتهم وتمنع مرور الهواء في حناجرهم.
أكثر من 100 ضحية قضوا غرقاً في أحد زوارق الموت وقيل ان المسؤولين عن المجزرة قد عُرفت هوياتهم وهم فلان فلان وانهم خلف الشبكة التي تنظم وتبعث العائلات الى حتفهم المعلوم.
ولكن هؤلاء تبخروا وذابوا كالملح في الماء وكأنهم مخلوقات هيولية أو وضعوا على رؤوسهم قبعة الاخفاء. و بدأت الضجة تخفت وكأن ما حدث هو حادث سير لا أكثر.
وكذلك الامر مع هبة أدوية السرطان التي تسلمتها وزارة الصحة وتبخرت هي الأخرى وشكل وزير الصحة لجنة تحقيق لتحديد المسؤولية.
ولكن الغاية الآن ورغم مرور الوقت الاكثر من كافي لا علم ولا خبر لأن المسؤولين عن السرقة الموصوفة قد تبخروا هم أيضاً.
تتلاحق الكوارث على الناس والبلد سائبة لا حسيب ولا رقيب لأنها تحولت بمجملها الى مغارة علي بابا.
وتبدو الأوراق المسؤولة عن المحاسبة كأنها هياكل أثرية موجودة فقط للتمتع بمنظرها البديع وزيادة رواتب عناصرها..
ورقاب الناس تحت مقصلة الفلتان.
أخبار ذات صلة