بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

6 أيار 2021 12:00ص شيخون مُحلّقاً بأجنحته المتكسّرة

حجم الخط
بعدما كسر الزمان جناحيه وحرمه طفولته.. انتفض على ذاته وأبى إلا التحليق رغم «أجنحته المتكسّرة».. هو الفتى السوري عبد الرحمن شيخون (إبن الـ13 ربيعاً).. الذي سُرِقَتْ منه سنوات طفولته على مدى 10 مضت.. منذ اندلاع الخراب في وطنه ونزوح أهله إلى لبنان..

عبد الرحمن وفي زمن الإنترنت والـIpad.. غاص في دنيا الورق والكتب والكلمات.. فكان ملجأه أيقونة خطّها «نبيّنا» في دنيا الكلمة «جبران خليل جبران».. ورغم انقطاعه عن العلم ومقاعد الدراسة.. إلا أنّه لم يسمح لسقوطه بين مساحيق الغسيل في حي فقير بالأوزاعي.. منكبّاً على العمل من أجل مساعدة أهله لتأمين قوتهم اليومي.. أنْ يسلبه عشقه وتعلّقه ورغبته بالقراءة والمطالعة.. وسبر غور الروح والعقل وفهم الدنيا المُحيطة به.. حتى فجّرت صورته عبر مواقع التواصل ثورة إلكترونية.. وحرّكت نيران الكلمات والتعابير والغضب على مآله من جهة.. وإعجاباً واحتراماً لعزيمته وإصراره على تخطّي الحواجز مهما كانت من جهة أخرى..

عبد الرحمن انتفض على الظروف الصعبة.. التي يعيشها وراح يقرأ ويتزوّد فكرياً رغم الفقر.. لتعكس صورته واقعاً شبه غائب تماماً عن يومياتنا.. إذ نادراً ما نجدُ طفلاً أو حتى كبيراً.. يحمل هذا النوع من الكتب القيّمة كـ»الأجنحة المتكسرة» لقراءته.. فكيف به إذا كان مُشرّداً من وطن سليب..

عبد الرحمن صورة جميلة عن زمن أسود.. لا تحتاج إلا لمَنْ ينقّحها ويصقلها.. ويرفع عنها غبار حرب ضروس هدمت وطناً وسرقت طفولة وحرقت الأخضر ودمّرت المُعمَّر.. وهدّت الأمل بغدٍ يبني الوطن ولا يشرّع المقابر..  










أخبار ذات صلة