بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 آب 2021 12:00ص فرق كبير بين الراعي والأجير!

حجم الخط
نكرّرها أسبوع تلو آخر.. إنّنا نموت بكل أنواع القتل.. فقراً، جوعاً، قهراً، وحتى تفجيراً وحرقاً.. ويأتيك في نهاية المطاف ليؤكّد أنّه باقٍ ليحارب الفساد.. باقٍ ليحقّق الشعار الذي رفعه يوم كان رئيس «تيار».. وهو أصلاً لا يزال صورة لفئة ليس أكثر.. إذ أبداً لم يُبرهن للشعب ولو مرّة واحدة أنّه على قدر الشعارات التي أطلقها.. من «التغيير والإصلاح» إلى «بَيْ الكل» و»بيت الشعب» والأضحوكة الممجوجة «لبنان دولة نفطية».. 

بل جُلُّ ما قدر ويقدر عليه هو استدعاء الناشطين.. وتوقيفهم وإجبارهم على توقيع «عدم تعرّض».. أو جلب وبالقوة لفلان وعلان على خلفية تغريدة أو Status وPost.. ناهيك عن الجملة الشهيرة التي لطالما أتحفنا و»برتقاليوه» بها: «ما خلّونا نعمل شي.. ما خلّونا نشتغل».. ليؤكد لنا أنّه يوم قصف غرب العاصمة.. حين ترأس عن غير حق حكومة عسكرية بسبب رعونة «الرئيس المنتهية ولايته».. كان أخف وطأة مما فعله اليوم تاركاً بيروت تتفجّر وعكّار تحترق.. وذريعته: «ما كنت بعرف.. ما خصّني»..

أَمَا سمعت السيد المسيح يوم قال: «أنا الرّاعي الصَّالح، والرّاعي الصَّالح يُضحِّي بحياته في سبيل الخِراف».. أمَّا أنت فلم تكن أكثر من أجير قال عنه المسيح: «ما الأجيرُ مثل الرّاعي، لأنَّ الخِراف لا تخصُّهُ. فإذا رأى الذئب هاجماً، ترك الخِراف وهرب، فيخطف الذئب الخِراف ويُبدِّدها. فهو يهرب لأنَّه أجيرٌ لا تهمُّهُ الخِراف». 

ولعل ما قاله «الرحابنة» يوماً عن الحاكم الغائب عن رعيّته.. نعيشه في لبنان اليوم من قحط وذُلٍّ وإشكالات وضحايا وشهداء.. وكلّ ذنوبنا أنّنا «خلقنا بلبنان وعلقنا فيه».. فلا قدرة لنا على السفر والهجرة إلى مجهول محتوم.. ولم نعد نحتمل أكثر من كل أنواع القتل التي اختبرتها و»راية فقيهك بنا».. وآخر ما نملكه هو الدعاء عليك وعلى صهرك و»كل مين بيد عمشدّك».. واعلم أنّ الله يُمهل ولا يُهمل.. ويوم الحساب مهما ابتعد لن يكون مقّرك قصراً في الفردوس الأعلى بل قصرك في حجيم جهنّم التي أوصلتنا إليها.. أنت وسياسات السلطة الحاكمة التي عبرت على لبنان وأهله..



 


أخبار ذات صلة