بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 أيار 2019 12:52ص كما تكونون!!

حجم الخط
كم كان بشعاً مشهد ازدحام السيارات صفوفاً وطوابير.. أمام محطات الوقود بعد ظهر الإثنين الماضي.. ساعات وساعات أشعرتنا وكأنّ مجاعة ضربت البلد.. أو إنّ مستعمراً أصبح على الأبواب.. وأرباب الأُسر يسارعون إلى التموين..

«يا عيب الشوم على هيك شعب».. ما أنْ لاحت في الأفق أزمة محروقات.. حتى سارعوا إلى التخزين وملئ خزانات سياراتهم.. وكأنّ الطامة لو وقعت فعلاً.. سيكفيهم ما ملؤه لأشهر وسنين.. بل العيب الأكبر على ساسة.. «ما استحوا» من شتى ألوان التظاهرات من مختلف القطاعات.. في سبيل الحفاظ على لقمة العيش.. وها هم اليوم «دقّوا» بالعام بعدما شبعوا من الخاص..

«يا عيب الشوم على هيك شعب».. لا يعرف المطالبة بحقوقه.. فلا يتظاهر سوى كرمى للزعيم.. وإذا «دقّته السعادة» واعتصم أو انتفض من أجل أبسط حقوقه.. تراه أشتاتاً متفرّقة دون توافق أو وحدة مسير..

خرجوا إلى محطات البنزين لإشباع خوفهم.. دون التحلّي بذرّة من الكرامة.. والنزول إلى الشارع رفضاً للانتقاص من حقوقهم.. أو مطالبة الساسة المجتمعين في اختلاف القصور والسرايات.. باقتطاع أشلاء من مخصّصاتهم ورواتبهم التي «تسد عين الشمس».. حتى يُسد العجز وتبدأ ورشة الإعمار.. لا بل هم يغتنون على ظهور الشعب «الأصم والأبكم والأعمى»..

في مختلف الدول العربية.. هبَّ الربيع فأحالوه خريفاً ثم شتاءً قاتماً.. تحمل غيماته الموت المجاني.. أما في بلدنا ولله الحمد.. لا ربيع ولا خريف ولا حتى الشتاء.. الذي فاقت خيراته كل التوقعات.. ما عرفوا كيف يستثمرونه حتى ولو في سبيل جيوبهم.. بل اكتفوا بالتهلي بأزمات الآخرين.. ووسّعوا الحفرة الفاصلة بيننا وبينهم.. لذا مرّة جديدة نكرّرها «كما تكونون يولّى عليكم».. و»كل أزمة بنزين واللبنانيي بخير»..



أخبار ذات صلة