بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 نيسان 2018 12:05ص محمد صلاح بطل عربي!

حجم الخط
ليست السياسة مكانا مناسبا لاختبار الشعور العربي الواحد الذي يجتاح الناس في كل العواصم العربية دفعة واحدة وبطريقة عفوية ومباشرة. ثمة ميادين أخرى، يبرز فيها هذا الشعور بقوة ووضوح لا لبس فيه، مثل الفن والرياضة.
وفي هذا الإطار لفت نظري مؤخراً تكاثر الحديث على الشاشات العربية ومواقع التواصل الاجتماعي عن نجم كرة القدم المصري محمد صلاح الذي فاز بجائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري الانكليزي الممتاز بعدما حقق انجازات على أرض الملعب شهد لها العالم أجمع حتى رشّحه البعض لجائزة أفضل لاعب في العالم. هذا يعني أننا من الممكن أن نرى قريباً لاعباً عربياً يتربع على عرش الكرة العالمية بجدارة واستحقاق كبيرين. 
والمتابع لأخبار كرة القدم هذه الأيام عشية انطلاق مونديال روسيا ٢٠١٨ يجد تعاطفاً عربيا واسعا مع اللاعب محمد صلاح، المنتظر منه تقديم نتائج أكثر من جيدة في مباريات كأس العالم مع المنتخب المصري، وكأننا أمام شعور عربي عام يتوق حقا إلى إيجاد بطل ما، تلتف من حوله الجماهير وتهتف باسمه، ويحقق لها الكثير من الآمال التي تختزنها في صدرها. 
ولكن لهذا البطل شروطا بسيطة في المبدأ وان كانت تبدو صعبة المنال في واقعنا العربي الحالي. أن يكون بوضوح وشفافيه شخصاً فوق التصنيفات والتسميات والمذهبيات والحزبيات، أي خالياً من كل شيء غير كونه بطلاً عربياً للجميع، يتفق حوله الناس على اختلاف أوطانهم وألوانهم وأفكارهم، ويشعرون برغبة جامحة في تشجيعه، وشد أزره في الأوقات الصعبة، والتهليل له عند كل انتصار حقيقي، يشعر كل واحد بطعمه تحت لسانه، وكأنه انتصاره الخاص.
للأسف لا شيء اليوم في السياسة العربية يحفّز هذه المشاعر الصادقة التي تجعل العرب قلباً واحداً ولو لساعة ونصف هو زمن مباراة كرة القدم! 


أخبار ذات صلة