بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 حزيران 2020 12:00ص مدام راشيل

حجم الخط
أيقظتني وعيون الفجر تتفتّح على نور يوم جديد.. سائلة: «بابا شو يعني «روح الثورة رذعت (رجعت) من ذديد (جديد)؟!».. أجبتها والنوم يتخبّط ما بين المُقل والرموش: «إرحلي من هنا.. فلا ثورة ولا مَنْ يحزنون.. بدّي نام».. ردّت مُحتدّة: «قوم، فيق، بلّثت (بدأت) الثورة.. بس ثو (شو) يعني ثورة.. بدّي أعرف بُكرا عندي School.. بلكي ثألتني (سألتني) الـmiss.. ثو (شو) بدّي قول؟!»..

نهرتُها: «يا بابا النوم سلطان روحي من هون.. بدّي نام.. لما فيق بخبّرك شو يعني ثورة».. فقاطعتني: «لاء ما بدي بث (بس) ثورة.. بدي أعرف ثو (شو) يعني روح الثورة رذعت (رجعت) من ذديد (جديد)»..

مُرغمٌ نهضتُ من سريري.. بعدما طار النوم من عينَي.. متوجّهاً إلى المرحاض لأغسل وجهي.. إذ بها تُسارع إلى قول: «لاء لاء مث (مش) من هون.. عالمطبخ أنا كتير ذوعانة (جائعة)».. وحّدتُ ربّي وردّدتُ الشهادتين.. واستعذتُ من إبليس مع مطلع هذا اليوم..

وبعد غسل الوجه.. وتحضير كوب من الحليب الدافئ للسيدة الصغيرة.. بدأت جلسة الحوار حول طاولة المطبخ.. فأبتْ إلا أنْ أرتدي ما يستر كتفَي.. لأنّه لا يجوز أنْ نتحاور بشكل غير جدي.. قائلة: «يا Papi قوم لبوث (لبوس – ارتدي) الـRobe.. ليك أنا كيف ثرت (صرت) Class.. يلا رتّب حالك».. وبما أنّ الله ألهمني البال والصبر الطويل.. على لسانها الذي يزيد عن حجمها.. نهضتُ مُهندماً نفسي كما أرادت..

وجلستُ للحوار.. إذ بها تُحضّر الـMicrophone اللعبة وتبدأ بالأسئلة.. مشهدٌ لم أتمكّن من أنْ أتمالك نفسي لمرآه.. خصوصاً بعدما عقدتْ شعرها على شكل «كعكة».. وربطت على عنقها شالاً صغيراً.. وردّدتْ: «صباح الخير من عرمون.. معكم المُذيعة مدام راثيل (راشيل)»... ربّي يحمي ولاد الناس أجمعين!!    


أخبار ذات صلة