بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آب 2020 12:00ص العناية الإلهية تقتص من العميل عامر الفاخوري

العميل عامر الفاخوري أثناء تهريبه على حمّالة طبية من السفارة الأميركية في عوكر العميل عامر الفاخوري أثناء تهريبه على حمّالة طبية من السفارة الأميركية في عوكر
حجم الخط
اقتصت العناية الإلهية من العميل عامر إلياس الفاخوري، «جزار مُعتقل الخيام» (مواليد جديدة مرجعيون، 1963)، أمس بعد الإعلان عن وفاته في الولايات المُتّحدة الأميركية.

تنفيذ القصاص العادل بحق مُجرم مَارَسَ التعذيب والإعدام بدمٍ باردٍ بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد مسيرة تعامل مع العدو على مدى 28 عاماً.

وإنْ كان القانون اللبناني قد أسقط تنفيذ العقاب بفعل مُرور الزمن العشري على وقوع الفعل، إلا أنّ العناية الإلهية اقتصّت منه بعد 5 أشهر من تهريبه من السفارة الأميركية في عوكر يوم الخميس في 19 آذار 2020.

تلك القضية، شغلت الاهتمام اللبناني والإقليمي والدولي، منذ وصول العميل الفاخوري إلى «مطار رفيق الحريري الدولي» في بيروت، يوم الأربعاء في 4 أيلول 2019،  لتنفيذ المُهمّة المُكلّف بها من الـCIA، وهو العضو في «الماسونية العالمية»، ومن ثم توقيفه بعد التحقيق معه في المُديرية العامة في الأمن العام، يوم الخميس في 12 أيلول 2019.

»عاصفة» كف التعقّبات

هذا قبل إعلان المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت برئاسة العميد الركن حسين عبدالله، وعضوية: المُستشارة المدنية القاضية ليلى رعيدي والمُستشارين العسكريين العقيد إلياس أبو رجيلي، العقيد هيثم الشعار والعقيد الركن شادي نخلة، في الجلسة التي عقدتها يوم الإثنين في 16 آذار 2020، حكمها بالإجماع باسم الشعب اللبناني بـ»قبول الدفع بمُرور الزمن العشري، وكف التعقّبات عن المُتّهم «العميل» عامر إلياس الفاخوري بالنسبة إلى جرائم المواد 549 و549/201 و569 عقوبات لسقوط دعوى الحق العام بمُرور الزمن العشري، سنداً للمادة 10 أ.م.ج، وإطلاق سراحه فوراً ما لم يكن محكوماً أو موقوفاً بداعٍ آخر».

أثار هذا الحكم السجال، وصدرت جُملة من المواقف السياسية العاصفة، مع هجوم عنيف استهدف رئيس المحكمة وأعضاء هيئتها.

لكن محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف، وعضوية المُستشارين العسكريين: العميد خالد زيدان، العميد الركن جورج عكاري، العميد المهندس إيهاب شانوحة والعقيد الركن جورج عبدو، أصدرت يوم الخميس في 30 نيسان 2020، قرارها، الذي قضى بإبرام الحكم  الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت.

على الرغم من قرار قاضي الأمور المُستعجلة في النبطية أحمد مزهر، الصادر يوم الثلاثاء في 17 آذار 2020 بمنع سفر العميل الفاخوري، إلا أنّ السفارة الأميركية عمدت إلى تهريبه من عوكر، يوم الخميس في 19 آذار 2020، على متن طائرة عسكرية تابعة للبحرية الأميركية طراز OSPREY V-22 مُجهّزة بأدوات ومُستلزمات طبية يحتاجها لمُتابعة وضعه الطبي، ما يُعتبر تهريباً لمطلوب، لأنّه لم يتم ختم جواز سفره بالخروج من المرافق اللبنانية، ضاربة عرض الحائط على الأعراف والمواثيق الدولية.

تهريب وإسدال الستارة!

إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد استفاد من أنّه استطاع تهريب واسترجاع وديعته، ومن أين، من لبنان المُصنّف من محور المقاومة؟!، فإنّ أرواح شهداء «مُعتقل الخيام» وفي طليعتها بلال السلمان وإبراهيم أبو عزة، اللذين أشرف وأعطى الأوامر بإعدامهما خلال «انتفاضة الأسرى» في «مُعتقل الخيام» يوم الأحد في 27 تشرين الثاني 1989، وعلي حمزة، الذي أشرف وأمر بتعذيبه يوم الإثنين في 10 آذار 1986، قبل أخذه بسيارته، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولم يعد أحد يعلم عنه شيئاً، سترتاح، لكن عائلة حمزة كانت تمنّي النفس بأنْ تعرف مصير ابنها، أو أين دُفِنَتْ الجثة، والذي يعرف مصيرها الفاخوري وحده!

أُسدِلَتْ الستارة على قضية العميل الفاخوري، بعدما استحوذت على الاهتمام وما رافقها من تدخّلات أميركية بدءاً من الرئيس ترامب، وصولاً إلى مسؤولين أميركيين على مُستويات عدّة، ومنهم مَنْ زار لبنان، داعين للإفراج عنه، مُهدّدين ومتوّعدين بعواقب الأمور.

كان الأسرى المُحرّرون يأملون بأنْ تقتص لهم دولتهم بإنزال العقاب العادل بحق العميل الفاخوري على جرائمه بإعدامه، لكن العناية الإلهية أنزلت القصاص العادل بعدما أُصيب بأمراض بدأت تظهر أعراضها إثر توقيفه في لبنان، مُتنقّلاً بين «مُستشفى أوتيل ديو» و»مُستشفى سيدة لبنان» - جونيه، قبل صدور أحكام أخرى ما زالت لدى دائرة التحقيق في بيروت.

إنْ هُرِّبَ العميل الفاخوري من قضاء البشر، يبقى عدل رب البشر!

فهل يتّعظ المسؤولون ويقوموا بتعديل القانون، بما يُتيح إنزال القصاص العادل بحق المُجرمين، لا أنْ يستفيدوا من مُرور الزمن على جرائمهم؟!