بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2021 12:02ص النائب بلال عبد الله لـ«اللواء»: همُّ جنبلاط المحافظة على لبنان

دول الخليج امتداد طبيعي للبلد.. ولا أحد يجرؤ على تطيير الانتخابات

حجم الخط
تطورات الاوضاع السياسية والاقتصادية والحياتية الاخيرة دفعت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لاطلاق مواقف في غاية الاهمية خصوصا انه من المفترض ان تشهد الاشهر المقبلة انتخابات نيابية تليها انتخابات رئاسية في الخريف المقبل، جنبلاط الذي وكعادته تشكل مواقفه وقراءته للاحداث علامة فارقة خصوصا عندما يسمي الاشياء بأسمائها، كان اللافت مؤخرا اطلالالته الاعلامية وتغريداته المتعددة والتي تناولت كافة المستجدات وانتقادات طالت «حزب الله» ودول الممانعة، اضافة الى دعوته الرئيس سعد الحريري للعودة الى لبنان اما زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الخليج ولقائه مع المسؤولين السعوديين ومبادرته تجاه لبنان فلم تغب عن تعليقات جنبلاط وحول كل هذه المواقف تحدث عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبد الله «للواء» الذي بداية رد على سؤال حول ما اذا كان جنبلاط  لا يخشى على تحالفاته الانتخابية من مواقفه التي يعلنها يقول عبد الله: «وليد جنبلاط يعتبر ان لا قيمة للانتخابات النيابية ونتائجها اذا ذهب البلد، وهو يعتبر انه يجب اولا المحافظة على كيان لبنان حتى ولو بالحد الادنى، لانه في ظل الازمات المتلاحقة فإن الانتخابات ستكون اخر هم لدى الناس، وليس لدى جنبلاط مشكلة بخسارة عدد من النواب لان همه الاساسي هو المحافظة على البلد لان خسارة لبنان ستكون كارثة حقيقية لديه»، ويضيف النائب عبد الله: «رئيس الحزب الاشتراكي لا يفكر بأي حسابات سياسية او فئوية ضيقة لانه يرى ان الموضوع اكبر من ذلك بكثير ،وما يقوم به من خطوات تؤكد انه لا يراعي اي حسابات سياسية او شعبية واكبر دليل على ذلك انه كان من الاوائل حين دعا الى رفع الدعم رغم يقينه بان مطالبته بذلك ستكون غير شعبوية، ولكنه كان متأكد ان الاموال التي تُدفع من اجل دعم بعض المواد ستذهب سدى».

ويشير عبد الله الى ان جنبلاط يبني مواقفه في الفترة الاخيرة على سؤال اساسي وهو هل انتهى الكيان اللبناني وانتهت وظيفة هذا البلد؟ او هل ستستمر هذه الصيغة واين هو موقع لبنان بالعالم العربي؟.

وينقل النائب عبد الله عن رئيس الحزب بانه يرى أن هناك اعادة رسم لكل النظام الاقليمي للمنطقة على ايقاع عدد من التطورات ومنها الدور الروسي المتعاظم في المنطقة وانسحابه من افغانستان، كذلك ما سينتج عن مفاوضات فيينا والاتفاق النووي، والى اين سيصل الانفتاح العربي- الاسرائيلي والعربي –الايراني، لذلك فأنه يعتبر اذا لم نستطع تأمين الحد الادنى من منصة وطنية جامعة تحافظ على قرارنا الوطني المستقل قد ندفع الثمن في هذه الحروب كما ان هناك خوف من ان ندفع ثمن التسويات ايضا اذا تمت.

ويوجه النائب الاشتراكي شكره الى الرئيس الفرنسي الذي وبمعزل عن مصالحه فهو بادر وكسر الجليد بين لبنان ودول الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص، ويشدد عبدالله على ضرورة وضع خارطة طريق لاعادة علاقات لبنان مع هذه الدول التي له مصالح اساسية فيها، ويلفت عبد الله الى انه علينا انتظار تفاصيل ما حصل كما يقول الزعيم الاشتراكي .

ويسأل نائب الحزب التقدمي هل هناك بديل للبنان عن الرعاية الخليجية ؟ منذ الطائف حتى اليوم حتى قبل الطائف فإن هذه الدول لم تقصر يوما بدعم لبنان ومساعدته، خصوصا ان هناك  قرابة 400 الف عائلة لبنانية تعيش في هذه الدول وترسل تحويلاتها الى البلد، كما ان الاسواق الخليجية هي الاسواق الاساسية للمحصول الزراعي اللبناني، حتى السياحة تعتمد بشكل كبير على الاشقاء العرب الذين لديهم استثمارات واملاك في لبنان من هنا فأنه من الطبيعي ان تكون دول الخليج امتدادا لنا .

وفي الوقت الذي يرى فيه النائب عبد الله بأن الامور لا تزال مقفلة بالنسبة لاستئناف جلسات مجلس الوزراء، يعتبر بأن المساعدات الخارجية الى لبنان لا سيما الخليجية غير مرتبطة بالاشخاص بل بالسياسات ويشير الى ان هناك صعوبة لان نحصل عليها حاليا خصوصا ان العهد الحالي ومنذ توليه مسؤوليته قرر ان يُلحق السياسة الخارجية اللبنانية بسياسات محور الممانعة من خلال مواقف لبنان على كل المنابر الدولية.

ويجزم النائب عبد الله بحصول الانتخابات النيابية لان لا احد يجرؤ على تعطيلها خصوصا ان انظار المجتمع الدولي شاخصة لمراقبة هذا الاستحقاق ، ويعتبر ان لا خيار لدينا من تجديد الشرعية وهذا الامر مطلوب من الطبقة السياسية خصوصا انه وبعد ثورة 17 تشرين تغييّر المشهد من خلال مطالبة الشعب عن حق وقناعة بالتغييّر، ويوضح عبد الله ان القانون الانتخابي الحالي لا يعتمد على التحالفات بسبب الحواصل الانتخابية والصوت التفضيلي.

وعن دعوة جنبلاط للرئيس الحريري للعودة الى لبنان وممارسته للعمل السياسي يعتبرها عبد الله بأن هذه الدعوة وطنية لان جنبلاط حريص كل الحرص على ضرورة الحفاظ على الاعتدال السني في لبنان الذي يمثله الحريري. 

وعن مواقف رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل الاخيرة يقول عبد الله: «للاسف يدعي باسيل حرصه على المسيحيين وتحصيل مصالحهم وفي نفس الوقت نشهد هجرة كبيرة بسبب السياسة المعتمدة من قبله ومن قبل حلفائه».

ويتخوف اخيرا النائب عبد الله على مستقبل البلد على كافة الاصعدة لا سيما ان ما نشهده من واقع استشفائي ودوائي وتربوي ومعيشي مهين لا يبشر بالخير، حيث اصبحت الناس من دون كرامات وللاسف ومع كل هذا فإن الكيدية السياسية هي التي تتحكم بالبلد.