اللقلوق أجمل مصايف جبل لبنان في أعالي قضاء جبيل . اكتسى للمرة للاولى هذا العام بالوشاح الابيض وتكلّلت القمم من قرنة الصليب الى سيدة القرن بالثلوج التي هلّل لها أهالي الجبال لانها ثروة الارض في الصيف وتؤمن المياه الجوفية للمزروعات الصيفية وبساتين التفاح التي تشتهر بها المنطقة.
وتحضرت اوتيلات وشاليهات المنطقة لاستقبال السياح اللبنانيين منهم والاوروبيين الذين يتحيّنون فتح البلد للتوجه الى ممارسة هوايتهم المفضّلة.
ومنذ الصباح عانقت القمم البيضاء السماء شمس كوانين. وما زال مبكراً الحديث عن كمية المتساقطات لهذا العام ومدى سماكة الثلوج على منصة التزلج الوحيدة في المنطقة .
الا ان ما يهم الاهالي حاليا الفرج التي اهطلته السماء لانعاش موسم السياحة والتقاط الانفاس بعد ان حبست الطبيعة خيراتها طوال اشهر فصل الشتاء
يرتفع اللقلوق 2500 م وصولا ال الفي متر عند اعلى المنحدر المخصص للتزلج. وانتعشت في المنطقة منذ سنوات الفنادق الفخمة والمطاعم والمقاهي والمنتزهات .فيما ييعد مركزا شهير التزلّج مسافة 70 كلم عن بيروت.
اسم اللقلوق سريانيّ ومعناه : اللقلق ، وهو الطائر المعروف الطويل العنق والرجلين الذي يأكل الأفاعي ، ويوصف بالذكاء والفطنة ، وكنيته" أبو حديج.
وجدت في أراضي اللقلوق كتابات رومانيّة تعود إلى الأمبراطور أدريانوس ، كما وجدت نواويس وحجارة بناء متناثرة تنبئ عن أنّ معبدا وثنيّا كان يقوم فيها .
تضم اللقلوق نحو 4500 نسمة وهم من الأغلبية الإسلامية - السنّة من عشيرتي النعيم ، واللهيب . وينتمي المسيحيون الذين يملكون اراضي في منطقة اللقلوق الى قرى تنورين والعاقورة واهمج وميفوق اذ ان المنطقة مقسمة عقاريا الى هذه القرى.
ولعل سياحة التزلج والاصطياف ليست المصدر الوحيد لغنى السياحة في اللقلوق بل ان جزءا كبيرا من الترويج السياحي للمنطقة يرتكز على الكنائس التاريخية الموجودة فيها من معبد سيدة القرن الى كنيسة زويلا الى كنيسة عين الذهب الى سيدة الثلوج وكلها القاب للسيدة العذراء شفيعة المكان.
ناهيك عن ذلك تشتهر اللقلوق صيفا بعدد السياح الذين يقصدون المنطقة لشراء الفاكهة والخضار البلدية من تفاح وكرز ومشمش واجاص ودراق الى جانب الخضار الشهية التي يزيّن اللبنانيون فيها موائدهم.