بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

6 شباط 2024 12:01ص من إعلام العدو: الخطة الأميركية لإبعاد حزب الله عن الحدود: تفاصيل وألغام على الطريق تعترض التنفيذ

حجم الخط
إيتمار أيخنر ليؤر بن آري

عرض الموفد الأميركي الخاص بالرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط، عاموس هوكشتاين، أمس (الأحد) خلال زيارته إسرائيل أسس الحل السياسي الذي يدفع به قُدُماً بين إسرائيل ولبنان، على خلفية المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة وفرنسا مع السلطات اللبنانية، وضمنها حزب الله. وفي غضون ذلك، انطلقت صفارات الإنذار 18 مرة في مستوطنات الجليل جرّاء إطلاق غير مسبوق للصواريخ، وهدد وزير الدفاع يوآف غالانت حزب الله قائلاً: «لم نستخدم بعد كل قدراتنا الخاصة، وطائراتنا موجهة نحو الشمال».
وتتضمن التسوية التي يقترحها هوكشتاين مرحلتين؛ في المرحلة الأولى، تتوقف الأعمال العدائية من جانب حزب الله الذي يتوجب عليه أن ينسحب شمالاً إلى مسافة 8-12 كيلومتراً من الحدود، ويعود السكان الإسرائيليون إلى منازلهم، ويجري انتشار واسع النطاق لقوات الجيش اللبناني واليونيفيل من أجل المحافظة على الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الحدود. أمّا في المرحلة الثانية، فتبدأ المفاوضات على ترسيم الحدود البرّية (بما في ذلك البحث في 13 نقطة هي موضع خلاف بين الدولتين)، وفي المقابل، تبحث الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في تقديم «جزرات اقتصادية» إلى اللبنانيين.
وقد حصل هوكشتاين على الضوء الأخضر من لبنان، وليس واضحاً إذا كانت التسوية تحظى بموافقة حزب الله. ولقد التقى الموفد، في الأيام الأخيرة، رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير بني غانتس، وطلب من إسرائيل إعطاء فرصة للتسوية التي يقترحها.
وأكد غالانت لهوكشتاين أن إسرائيل ملتزمة تحسين الوضع الأمني في منطقة الشمال، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، بعد إزالة التهديد بالاقتحام وإطلاق النار مباشرة من الأراضي اللبنانية. ولقد بحث غالانت وهوكشتاين في الإمكانات المتعددة للدفع بالوسائل السياسية من أجل إنهاء المواجهات على الحدود الشمالية، وشدد غالانت على أن واجب إسرائيل تجاه سكان الشمال هو أكبر من أي التزامات أُخرى، وقال إن بلده مستعد لحل الأزمة بالوسائل السياسية، لكنه أيضاً مستعد لكل الإمكانات الأُخرى، كما شكر هوكشتاين على الجهود الكثيرة التي يبذلها من أجل التوصل إلى حل سياسي يؤدي إلى تغيير الوضع على الحدود في الشمال.
ويثير الحديث عن إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني، أو على الأقل إلى مسافة 12 كيلومتراً من الحدود، أسئلة تتعلق بكيفية تنفيذ خطوة كهذه. ولقد رسخ حزب الله وجوده في القرى التي هي على الحدود، ويعيش ناشطوه في البلدات الواقعة على بُعد عدد من الكيلومترات من الحدود مع إسرائيل، وعلى سبيل المثال، فإن القتيلَين من حزب الله اللذَين سقطا؛ محمد جودت يحيى، وعباس علي مبارك، هما من بلدة الطيبة جنوبي لبنان، الواقعة على بُعد 5 كيلومترات فقط من المطلة.
ومثلهما كثيرون من نشطاء حزب الله من الذين ينتشرون في البلدات اللبنانية الواقعة على بُعد كيلومترات من الأراضي الإسرائيلية، وهم يعيشون ويعملون فيها، إلى أن يطلب منهم حزب الله القيام بمهمات له.
لذلك، فعندما يجري الحديث عن إبعاد حزب الله عن الحدود، فإنه يجب الإشارة إلى «ماذا يعني ذلك تحديداً؟ وكيف يمكن التأكد من أن هذا نُفذ فعلاً؟»، ومن غير الواضح ما إذا كان المقصود إبعاد السلاح الثقيل والاستراتيجي للحزب من المناطق القريبة من إسرائيل، أم مغادرة حزب الله للمواقع القريبة من الحدود، أم إبعاد نشطاء يعيشون مع عائلاتهم في المنطقة. وقد ذكرت مصادر لبنانية في الأشهر الأخيرة أن عناصر حزب الله هم أصحاب أراضٍ في جنوب لبنان، ولا يمكن اقتلاعهم من منازلهم وأراضيهم.
وفي الخلاصة، فإن السؤال المطروح هو: «كيف يمكن التأكد من ابتعاد حزب الله وقدراته عن الحدود؟» هناك حاجة إلى توسيع صلاحيات اليونيفيل والجيش اللبناني في الجنوب، الأمر الذي من الصعب فعله الآن لسببين: الأول، رفْض حزب الله إجراء حديث عن جنوب لبنان قبل وقف الهجمات على قطاع غزة، ولقد أوضح الحزب ذلك عدة مرات في الأسابيع الأخيرة.
أمّا السبب الثاني، فهو أزمة رئاسة الجمهورية اللبنانية والأزمة الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما لا يسمح باتخاذ قرارات على المدى البعيد. وأي قرار يُتخذ ويتعلق بوضع أُطر ثابتة تتضمن إبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل، وكيفية تنفيذ ذلك، سيكون في حاجة إلى حل مسائل أُخرى داخلية لبنانية تساهم في تطبيق ناجع لهذه القرار، وحتى ذلك الحين، فإنه سيكون من الصعب رؤية تغيير في هذه المنطقة.

المصدر: يديعوت أحرونوت
اعداد م . د . ف