بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2023 12:02ص التحرُّش الجنسي «الإلكتروني» بالأطفال لا يقلُّ خطورة عن التحرُّش الجسدي!

حجم الخط
يُعرَّف التحرش الجنسي بالاطفال بأنّه عملية إشراكهم بشكل غير طوعي أي رغماً عنهم بأفعال وسلوكات جنسية مما تسبب لهم الدمار الجسدي والنفسي والعاطفي.
والطفل حتى وإن كان لا يميّز السلوك الجنسي او لا يفهمه كما يعتقد البعض الا ان تأثيره على صحته النفسية لا يمكن وصفه! وجميعنا نشهد كل اسبوع تقريباً على حوادث اغتصاب لاطفال من قبل أقرب الاقرباء..
ومن خلال هذا المقال سنحاول أن نقدِّم قراءة نفسية لكل من المعتدي والمعتدى عليه «الطفل» سواء كان هذا التحرش جسدياً ام الكترونياً.
أولاً: هل يفهم الطفل السلوك الجنسي؟ 
بالطبع نعم، لان الحياة الجنسية تبدأ عند الطفل منذ لحظة ولادته ولذاته هذه مرتبطة بمراحل نمائية متعددة، وهذه اللذة البريئة تكون في البداية من خلال مرحلة الرضاعة والمشاعر الحميمة بين الطفل وأمه لتنتقل في ما بعد الى المرحلة الشرجية، اي عندما يتعلم الطفل ضبط عملية الاخراج ومن بعدها المرحلة القضيبية اي عندما يكتشف الطفل الاعضاء الجنسية الخاصة به ويميزها عن اعضاء الاخرين ويبدأ بلمسها لاستكشافها .
فمركز الاهتمام الاول يكون الفم(مرحلة الرضاعة)، الثاني: المنطقة الشرجية(ضبط الاخراج سنة ونصف - ٣ سنوات)، العضو الذكري/الانثوي (المرحلة القضيبية ٣- ٦ سنوات).
إذن هذا هو مفهوم الطفل عن الليبيدو اي الرغبة الجنسية لديه محددة بهذه المراحل النمائية ومن بعدها يدخل ما نسميه بمرحلة الكمون اي الانطفاء التام لكل هذه الرغبات ومن ثم بمرحلة المراهقة.
وهنا عندما نقول رغبة جنسية طفولية بالطبع لا نعني الرغبة الجنسية الطبيعية بل هو مجرد شعور الطفل بجسمه وتحسسه لاكتشافه، لذلك اي انتهاك لهذا الجسد الصغير 
من قبل الآخر (المعتدي/المتحرش) فالطفل لا ينساه، يفهمه، يؤذيه، يحدد ملامح اضطرابات شخصيته فيما بعد.
ثانياً: من هو المتحرِّش؟
المتحرّش (جسدياً/ الكترونياً) حتى وان كان احد الوالدين او من باقي افراد الاسرة فغالباً هو:
١- سيكوباتي
٢- ذهاني
٣- منحرف
و هذه الاحتمالات بالطبع تضعنا امام شخص لا تهمه مشاعر الاخر ولا يفكر حتى بكمية الاذى الذي ممكن ان يتسبب به للاخر، في المقابل هو شخص مريض وضعيف ولا شك انه عانى من طفولة قاسية .
ثالثاً: كيف يحدث التحرش بالاطفال الكترونياً؟
إن التحرش الكترونياً بالاطفال هو الاكثر شيوعاً اليوم لانه ما من طفل حالياً لا يملك هاتف خاص به وطبعا iPad مع تطبيقات عديدة الى جانب وسائل التواصل الاجتماعي whatsapp,Facebook,instsgram وطبعا Tiktok وsnapchat! 
وهنا بغض النظر عن عمر الطفل ومستوى نضجه فما يتلقاه اغلب الاطفال هو التالي:
١- رسائل حميمة.
٢- مجموعات افتراضية.
٣- احاديث مفبركة وقصص عن معاناة من الخيال لاستدراج الطفل واستعطافه.
٤- توجيه اسئلة حساسة.
٥- استخدام مصطلحات جنسية ومثيرة .
٦- ارسال صور ومقاطع فيديو لمشاهد جنسية.
٧- الطلب من الطفل ان يصور اعضاء محددة من جسده للوصول الى تصوير الاعضاء الجنسية.
٨- الطلب من الطفل ان يفتح الكاميرا الخاصة به واستدراجه للتعري امام الكاميرا والقيام بحركات وايحاءات جنسية.
٩- اصدار اصوات حساسة وغريبة على مسمع الطفل.
١٠- ابتزاز الطفل وتهديده بنشر صوره او ارسالهم الى اهله واذلاله لحصول المتحرش على اهدافه الخاصة.
طبعاً الطفل هنا يتم استدراجه بسهولة اولاً بسبب غياب رقابة الاهل، عدم تواجدهم معه عند حاجته اليهم، النقص العاطفي عند الطفل، كبح مشاعر الطفل، انعدام سبل الحوار بينه وبين اهله، قلة الثقة بالنفس، عدم التثقيف الجنسي (سنشرحها في الفقرة اللاحقة)، رغبة الطفل في اكتشاف جسده وجسد الاخر والمقارنة بينهما، كسر مبدأ الـtabou والتحدث مع هذا الآخر بما لا يسمح به الاهل.
 رابعاً: هي الاثار النفسية الناتجة عن التحرش الالكتروني بالطفل؟
١- الاكتئاب.
٢- الشعور بالذنب.
٣- الخوف والقلق.
٤- الادمان الالكتروني.
٥- الانحراف الجنسي.
٦- تدني التحصيل الدراسي.
٧- مشاكل صحية نفسجسدية عديدة.
٨- انعدام الثقة بالذات.
٩- الشعور بالنبذ من قبل الاهل، في المقابل الاحساس بالانتماء الى المجموعات الافتراضية.
خامساً: ما هي العلامات التي قد تدلنا ان طفلنا قد تعرض لمثل هذا النوع من التحرش؟
١- عزلة الطفل المستمرة.
٢- استخدام الهاتف او اي جهاز اخر لوقت طويل جداً.
٣- السهر لوقت جدا متأخر، مع الاصرار على البقاء لوحده.
٤- تغير سلوكيات الطفل فجأة.
٥- ظهور سلوكيات عدائية مفاجئة.
٦- البكاء دون سبب.
٧- الشرود الذهني وشحوح الوجه.
٨- اصرار الطفل على عدم الافصاح عن كلمة السر لاهله.
سادساً: ثقفوا اطفالكم حول التحرش الالكتروني من خلال:
١- زيادة نسبة الوعي عند الاطفال حول الصحة النفسية وما قد يتعرض له الطفل من مخاطر.
٢- التحدث مع الطفل بصراحة ودون خجل في الموضوعات الحساسة.
٣- تشجيع الطفل على ان يخبر اهله فيما يخص اي مشكلة تواجهه لمساندته ومساعدته.
٤- مراقبة الاهل بشكل غير مباشر لجهاز الطفل دون ان نشعره انه مُراقَب..
٥- زيادة التثقيف عن التحرش وطبعا اختيار الكلمات وتبسيطها يعود للفئة العمرية التي ينتمي اليها الطفل.
٦- مساندة الطفل وتشجيعه من قبل الاهل وتقديم العاطفة له.
٧- عدم منع الطفل من السؤال عن الامور الجنسية اذا ما فكر بها، علينا ان نجيبه دون الاستعانة بالكذب وطبعا بحسب عمره.
٨- بحسب عمر الطفل ودرجة نضجه يحدد الاهل اي تطبيقات بإمكانه ان يمتلك حساباً عليها.
٩- تدريب الطفل منذ سنواته الاولى على معرفة الاعضاء التي لا يُسمَح لاحد بلمسها او محادثته عنها، يمكن للاهل الاستعانة برسومات لجسم الانسان والبدأ بوضع نقاط حمراء برفقة الطفل، على الاعضاء التناسلية والاماكن الحساسة.
١٠- تعزيز سبل الحوار والتواصل اليومي بين جميع افراد الاسرة حول اي مشكلة يواجهها اي فرد من افرادها، فهذا ما يبث الامان والطمأنينة في نفس الطفل ويشجعه على الافصاح .
١١- الاستعانة بمقاطع فيديو عبر تطبيق youtube وهي فيديوهات توعوية موجهة للاطفال تفسّر لهم دوافع المتحرّش واهدافه من الابتزاز .
نصيحة أخيرة الى قارئي العزيز، العالم الافتراضي خطِر جداً.. قبل ان تهديهم الجهاز تعبيراً عن محبتك لهم، ارجو أن تسلّحهم بأعلى درجات  الحماية الذاتية  والحد الادنى من التوعية على الصحة النفسية والمخاطر المحيطة بهم، تحدث معهم حولها دون خجل قبل ان يصبح طفلك ضحية هديتك…ارجوك كن الى جانبهم دائماً! 

مختصة نفسية