بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تشرين الثاني 2023 12:00ص أشجار الزيتون الفلسطينيّة أعمارها قصتها

حجم الخط
يعتبر زيت الزيتون واحداً من أهم المواريث الزراعية التراثية للشعب الفلسطيني ولا يكاد بيت فلسطيني يخلو من زيت الزيتون فالبيت الذي لا يوجد به زيتون هو بيت خرب بحسب الممثل الشعبي الفلسيطين، لذا يحرص الفلسطينيون منذ أكثر من قرن من الزمان على تخزين زيت الزيتون على مدار العام بطرق مختلفة ومع انتهاء المزارعين الفلسطينيين من حصاد الزيتون، يقومون بترحيل الكميات الى المعاصر المنتشرة في كافة أرجاء فلسطين لتحويلها الى زيت زيتون بأنواعه المختلفة. يقول الدكتور أيمن شواهنة مدير التوعية والتعليم البيئي الفلسطيني سيبلغ انتاج زيت الزيتون في الأراضي الفلسطينيّة لعام 2022 الى 33 الف طن مشيراً الى أنّ الجيش الإسرائيلي اقتلع منذ احتلال عام 1967 مليون شجرة زيتون مثمرة، ولكن الشعب الفلسطيني واصل زراعة هذه الشجرة المعمرة والتي تحوّلت الى وفر وطني وارث ثقافي وحضاري للشعب الفلسطيني وأضاف شواهنة هناك أشجار زيتون يصل عمرها الى 5 آلاف سنة ولا زالت قائمة وأكبر هذه الأشجار الموجودة في التاريخ الفلسطيني هي شجرة الزيتون المتواجدة في قرية الولجة في حدود منطقة تثير الواقعة بين مدينتي القدس وبيت لحم. وأوضح شواهنة أنّ المساحة الكلية المزروعة بأشجار الزيتون تتجاوز 275 الف دونم، مشيراً الى أنّ من أكثر المناطق الفلسطينية نسبة زراعة شجر الزيتون هي مدينة جنين والتي تقدّر بــ 151 الف دونم زراعي، تليها رام الله وتنشر في باقي مناطق فلسطين وقدر المسؤول الفلسطيني عدد أشجار الزيتون في إحصائية بحوالي 10 مليون شجرة، مشيراً الى أنّ شجرة الزيتون في فلسطين تعتبر من الأشجار الأقل تكلفة بالنسبة للأشجار الأخرى والأقرب مقاومة للأمراض والأكثر مناسباً للمناخ الفلسطيني، وشدّد على أنّ شجرة الزيتون تستطيع أن تنتج الزيت والشعب الفلسطيني يهتم بها بشكل طبيعي بعيداً عن الأسمدة والمواد الكيميائية. وبخصوص انواع زيت الزيتون أكّد شواهنة أنّ هناك أنواع عديدة، وأشهر هذه الأنواع النبالي والذي يستخدم ثنائي الغرض للزيت حيث ينتج من 20 الى 25 في المائة من الزيت، والصوري أي الصري والذي يفوق النبالي والذي قد يصل انتاجه الى 23 في المائة من إنتاج الزيت مشيراً إلى وجود أصناف أخرى مثل المليسي البلدي البري الذكّاري ويقول فياض فياض رئيس مجلس الزيت الفلسطيني، شجرة الزيتون في العالم معروفة أنها شجرة مباركه، ولكن هذه شجرة في فلسطين مختلفة لأن فلسطين هي موطنها الأصلي منذ آلاف السنين وأشار فياض الى أنّ شجرة الزيتون ورد ذكرها في القرآن الكريم أكثر من مرة وتطرّق إلى أهميتها في القرآن وكذلك في الأحاديث النبويّة، وقال فياض أنّ زيت الزيتون يمثل الأمن الغذائي بالنسبة للشعب الفلسطيني ولولا زيت الزيتون لهلك الشعب الفلسطيني كل خلال نكبة عام 1948 من قبل العصابات الصهيونيّة، فزيت الزيتون هو الحصن الحصين الذي حمى الأسرة الفلسطينية كغذاء ابان نكبة 1948 م وشجرة الزيتون هي الأكثر انتشاراً في فلسطين، وأشار فياض الى أنّ موسم الزيتون يمثل شيئاً كبيراً بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني، منوّهاً الى انّ هناك 100 الف اسرة فلسطينية تستفيد من كل الموسم. إنّ زيت الزيتون يحتوي على الفيتامينات والمعادن ونسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تمنع نمو وانتشار الجذور الحرّة في الجسم المسبّبة للأمراض السرطانيّة، هذا ما أكّده الدكتور يحي الكيالي خبير الأعشاب والتغذية العلاجية.