بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيلول 2017 12:13ص 6 محاور رئيسية في كلمة رئيس الجمهورية من النزوح والإرهاب إلى حوار الأديان

أسبوع دولي حافل في نيويورك وإطلالة متجدِّدة للبنان بعد أعوام التهشيم والفراغ

حجم الخط

تعوِّل الديبلوماسية اللبنانية على الزيارة الرئاسية لنيويورك ليكون ظهور لبنان أمام المجتمع الدولي متجدداً هذه السنة يمحو المشهد الغامض في أعوام الفراغ

أسبوع أميركي – دولي حافل يتوقعه لبنان الرسمي في نيويورك، مع الزيارة التي يبدأها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رأس وفد يضم وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، للمشاركة في أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ولإلقاء كلمة لبنان في 21 أيلول، وهي الإطلالة الدولية الأولى بهذا الحجم لرئيس الجمهورية في سنته الرئاسية الأولى التي تقرب من الإنتهاء في 31 تشرين الأول. 
في البرنامج الرئاسي لقاءات مع عدد من رؤساء وقادة الدول العربية والغربية، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، ويحضر حفل الاستقبال الذي سيقيمه الرئيس الاميركي دونالد ترامب على شرف رؤساء الدول المشاركة، وكذلك الغداء الرسمي الذي يقيمه الامين العام للأمم المتحدة. 
تعوّل الديبلوماسية اللبنانية على الزيارة الرئاسية لنيويورك، نظرا الى الفرصة التي ستتاح كي يخاطب لبنان عواصم القرار ويوصل هواجسه في مروحة من التحديات السيادية والكيانية التي يواجهها، في مقدمها محاربة الإرهاب، وللبنان في هذا الشأن أوراق قوية، ليس آخرها معركة الجرود التي خولته أن يستعيد سيادته على نحو 1% من أرض احتلتها المجموعات الإرهابية لما يزيد على أربعة أعوام.
ويظهر لبنان أمام المجتمع الدولي بمظهر متجدد، إثر المشهد الناقص الذي طبعه على مدى أعوام الفراغ الرئاسي، يميّزه قدر غير يسير مما تحقق في السنة الرئاسية الأولى، وخصوصا على مستوى محاربة الإرهاب وإقرار قانون إنتخابات نسبي للمرة الأولى في تاريخه من شأنه أن ينتج توازنات مختلفة عما كان سائدا على إمتداد جمهوريتي الميثاق الوطني والطائف، ستفضي حتما الى أداء سياسي مختلف وربما استثنائي على مستوى ممارسة السلطة في ضوء إنتخابات أيار 2018.
وستكون لرئيس الجمهورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كلمة شاملة، تتناول مجموعة من العناوين الأساسية، من ضمنها :
أ- ملف النزوح السوري، وله الأولوية في المرحلة المقبلة، حيث سيشدد عون على أهيمة ولزوم تحقيق العودة الآمنة غير المشروطة بأمور أخرى، وخصوصا أن المناطق الآمنة أثبتت جدواها، ومن الضروري أن تشكل حاضنة لهذه العودة الآمنة.  
ب - أهمية تقديم الحل السياسي في سوريا، الجاري بلورته تباعا، على الخيار العسكري الذي أثبت عقمه وزاد في المأساة السورية، مع ضرورة أن يبرز لبنان حضوره ودوره على مستوى ما يجري طبخه، لأنه معني مباشرة بأي حلول من باب أزمة النازحين الذي يشكلون أكثر من نصف عدد سكانه، الى جانب الحاجة الماسة الى المساعدة الدولية لتحمّل أعباء هذا النزوح الى حين تأمين العودة الآمنة.
جـ - الحرب التي يخوضها لبنان ضد الإرهاب وما تتطلبه من دعم غير محدود للمؤسسة العسكرية، وخصوصا أنه أثبت أنه في طليعة النماذج الناجحة في هزيمة الإرهاب، ملتزما التحالف الدولي المقام لهذا الغرض.
د - التهديدات الإسرائيلية وخصوصا في ضوء المناورة التي أجراها الجيش عند الحدود الجنوبية، الى جانب الإنتهاكات المتكررة وآخرها إستخدام سماء لبنان لاستهدف سوريا، وقد تقدّم لبنان بشكوى الى مجلس الأمن في هذا الشأن. وسيشدد عون على أهمية أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها الأخلاقية لجهة إلزام إسرائيل تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وخصوصا القرار 1701، وانسحابها مما تبقى من أرض لبنانية محتلة، مع حفاظ لبنان على حقه بتحرير الأرض ودرء أي اعتداء.
هـ - القضية الفلسطينية التي هي الأخرى لا تزال تلقي بثقلها على لبنان، في ضوء عدم عودة اللاجئين، ومع إختلالات في عدد من المخيمات لا تزال تهدد الأمن والاستقرار، إلى جانب أهمية إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وتحقيق تسوية سلمية عادلة وشاملة.
 و - الدور الذي يطمح لبنان أن يكون عليه في حوار الحضارات والاديان، وخصوصا أنه الباب الذي تدخل منه الحرية الى الشرق الاوسط. وربما يتقدم رئيس الجمهورية باقتراح لإطلاق حملة دولية لاصلاح وترميم المعالم التاريخية، بما فيها الكنائس، والتي تشهد على عراقة الحضارات وسموّها في كل من لبنان وسوريا والعراق.