بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 شباط 2021 12:04ص أسباب حاجة تركيا الماسة إلى الغاز والنفط

حجم الخط
تستهلك تركيا كميات ضخمة من الطاقة سنوياً لكنها تفتقر إلى الموارد الكافية, وتستورد حوالي خمسين مليار دولار في العام الواحد. 
تقوم تركيا بعمليات تنقيب عن آبار الغاز والنفط, إلا ان مناطقها البحرية خالية تماماً منها وهذا ما دفعها خلال شهر تموز المنصرم إلى ارسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص والتي بدورها اعتبرت حينها الخطوة التركية استفزازاً وتحركاً غير قانوني. 
أما التقرب التركي من ليبيا فهو نابع من رغبة من أنقرة في توفير موارد طاقة لها. 
من هنا أبرمت تركيا في 27 تشرين الثاني الغابر اتفاقاً بحرياً مثيراً للجدل مع حكومة الوفاق الوطني الليبية تسيطر بموجبه, أي تركيا, على مناطق لا تخضع لها بموجب القانون الدولي, وهذا ما أثار حفيظة وغضب اليونان وقبرص. 
تتواجد في منطقة شرق المتوسط بقعة تطمع فيها دول المنطقة برمتها على اعتبار أنها تحتوي على مخزون هائل من الغاز الطبيعي يقدر بأكثر من مئة ترليون متر مكعب, لذا فإن أنقرة تسعى إلى امتلاك حصة وفيرة من تلك الثروات, وجاءت اتفاقية شرق المتوسط المعروفة أيضاً باسم استاميد بين اليونان وقبرص واسرائيل والمزمع التوقيع عليها والتي تهدف إلى تأمين امدادات الطاقة في أوروبا عبر خط يبلغ طوله 2000 كم, لتقف حائط صد أمام محاولات تركيا توسيع سيطرتها على شرق البحر المتوسط. 
من هنا فإن التحالف التركي الليبي أتى رداً على تلك الاتفاقية. 
أما صحيفة تاغس سايتونغ الالمانية فقد أشارت إلى دخول تركيا ثاني ركود اقتصادي في أقل من عامين, وباتت مهددة بالافلاس لتصبح أول اقتصاد ينهار جراء تفشي جائحة كورونا, وتابعت الصحيفة قائلة لقد بات الدولار الواحد يعادل أكثر من.7.29 ليرة وهو معدل انهيار يفوق ما وصلت اليه الليرة في صيف 2018. 
وكان خبير الطاقة اللبناني ربيع ياغي قد توقع أن يمنح كشف الغاز الضخم الذي أعلنه أردوغان تركيا المزيد من الحرية في حركتها السياسية الخارجية وأن يشكل دعماً قوياً للاقتصاد التركي وأضاف ياغي لمراسل الأناضول قائلاً, ان كمية الغاز المكتشفة في البحر الأسود تشكل دعماً قوياً للاقتصاد التركي إذ توفر على انقرة فاتورة ضخمة يدفعها استيراد الغاز من الخارج. 
لقد كشفت تركيا عن هدفها الحقيقي من التواجد في ليبيا عندما تقدمت شركة بترول تركيا بطلب إلى ليبيا للتنقيب في شرق البحر المتوسط لتصبح ليبيا مطمعاً استعمارياً للأتراك. 
أما في سوريا فقد حاولت القوات التركية  السيطرة على مناطق الذهب الأسود السوري لكنها اصطدمت بالردع الاميركي لها.
وبتاريخ 20 آب 2020 كانت مصادر تركيا قد ذكرت أن أنقرة عثرت على موارد كبيرة من الغاز الطبيعي قد يكفي احتياجات البلاد لمدة عشرين عاماً, وأتى ذلك عقب يوم من تأكيد الرئيس التركي أردوغان أن تركيا ستدخل عصراً جديداً. 
اما وكالة رويترز فكانت قد نقلت عن مصدرين أوضح أحدهما من دون أن يكشف هويته أن حجم الاحتياطات قد يلبي حاجات تركيا من الطاقة عشرين عاماً, وأضاف المصدر ان أعمال التنقيب كشفت عن احتياطات الغاز في منطقة تونا 1 قبالة مدينة اريجلي التركية لكن الانتاج قد يستغرق من سبع إلى عشر سنوات. 
ويذكر ان شبكة العين الاماراتية كانت قد قالت بتاريخ 15 أيار 2020 بأن أردوغان يعتبر أن ثروات الذهب الأسود الليبي ستكون طوق النجاة الذي سينقذ اقتصاد بلاده من الغرق. 
أما في ميدان حوض شرق المتوسط فقد حاولت تركيا كثيراً السيطرة على غاز قبرص قبل أن تتجه إلى ما تظنه هدفاً سهل المنال وهو مياه ليبيا الاقليمية وما تضمنه من ثروات النفط والغاز. 
وفي مقابلة سابقة له مع صحيفة زود دويتشي تسايتونغ الألمانية, قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه من غير المقبول أن تطالب جزيرة كاستيلو زيزو الصغيرة التي تبعد أكثر من 500 كلم من أثينا عن البحر التركي أي بمساحة بحرية تبلغ 200 ميل. 
أما بتاريخ 1 تموز 2020 فقد قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل نحن بحاجة إلى اتباع استراتيجية منسجمة حول مستقبل العلاقات مع تركيا, ووضعت ميركل خطوة التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص وجزيرة كريت اليونانية بالصعوبة التي تقف في طريق تفاهم دائم بين الاتحاد الاوروبي وتركيا, رغم أن خلفية النزاع هذا مرده إلى تأكيد تركيا على حقوقها في المناطق البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط.