بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 آب 2022 12:00ص أيُّها اللبنانيّون الأحـرار

حجم الخط
أيُّها اللبنانيّون الأحــرار، إنّ الخوف على مصير لبنان يدفعني إلى تكثيف الاجتماعات هنا في فرنسا وفي مكتبنا في بيروت وفي عالم الانتشار وخوفنا لا يقُّل عمّا كان عليه أيّام حروب الآخرين على أرضنا. أسباب قلقنا تعود إلى شعورنا بأنّ كل السياسيين لا يعملون لمصلحة لبنان وتصرفاتهم تُهدِّد مستقبلنا الوطني، ولن أستطرد لأقول إننا متخوّفون من فراغ رئاسي بسبب تعنُّتْ الجميع ونخشى أن تُفرّغ رئاسة الجمهورية من مضمونها وطلائع هذه الأعمال ظهرت جلياً منذ العام 1990 وما تلاه من ويلات على هذه الرئاسة المهمّشة والتي يستعملها أغلبية السياسيين كمكسر عصا...
أيُّها اللبنانيّون الأحــرار، إنّ عدم التطرق إلى الاستحقاق الرئاسي بالطرق الدستورية لأمر مهين ومُشين، ونحن في وقت متشنّج ولا إستكمال لأي إصلاح بنيوي عصري والذي كان بإمكانه أن يُشكل المدخل الصحيح لتحقيق جمهورية عصرية وتعزيز الديمقراطية والسيادة الوطنية التامة والناجزة ولإستعادة الدولة لسلطتها وثقة المواطنين بها.
أيُّها اللبنانيّون الأحـــرار، إنّ الأخطار تتصاعـد على لبنان والمنطقة بعد التعنُّت والتدخّل من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعثُّر مفاوضات السلام التي انطلقت على أساسها والتي يُحاول الغرب كبح جماحها في دول شرق المتوسط بهدف التمدُد في هذه المنطقة، إضافة إلى عدم طي ملف إحتلال إسرائيل لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولعدم التمكُّن من ترسيم الحدود بين كل من لبنان وسوريا، ولبنان وإسرائيل . إنّ الأخطار كثيرة وكبيرة وخطرة ومنها على سبيل المثال السلاح غير الشرعي المتفلّت في البلاد والذي يوّظف سياسياً وعسكرياً في لبنان وبعض الدول ولذلك بات من الضروري حسم ملف رئاسة الجمهورية إيجاباً لناحية وصول رئيس للجمهورية بإمكانه حل تلك الأخطار المحدّقة، ولكن على ما يبدو لا أمـــــــــــل في الأفق حالياً.
أيُّها اللبنانيّون الأحــرار، إنّ غياب الحوار البنّاء حول الاستحقاق الرئاسي يُشكّل ركائز العقد في هذه المرحلة في ظل فراغ سيأتي إلينا وفي ظل ملفات دسمة لا يمكن تأجيلها أو التغاضي عن خطرها ومنها مثلاً قضيتي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، وهذين ملفين خطيرين على المستوى الديمغرافي اللبناني، ومن هنا يتطلب الأمر وجود رئيس للجمهورية يكون بإستطاعته حسم هذين الأمرين بالطرق السليمة لأنهما يشكّلان عبئاً اقتصادياً على لبنان لم يُعد بالإمكان تحمّلهما إضافة إلى غيرها من الملفات الشائكة والتي تعود مشاكلها لأسباب رئيسية منها ضعف الإدارة السياسية في لبنان ومردّ هذا الضعف قادة رأي فاشلون وفاسدون.
أيُّها اللبنانيّون الأحــرار، إننا كمغتربين نرفض رفضاً مطلقاً أن يكون للبنان دولة مصطنعة وأن يكون للبنان رئيس دُمية وأن يكون لبنان ساحة أو ورقة لتبادل الرسائل، نريد رئيساً يُحافظ على إستقلال لبنان والسيادة المطلقة والقرار الحر أسوة بكل دول العالم كلها، وطالما أنه لا يوجد رئيس عملاق ولبنان أرضه محتلّة يظل الأمر منتقصاً ونرفض هذا الرئيس التسوية، وكونوا على ثقة في تلك الحالات التهميشية لبنان لن يستطيع تجاوز الأزمات التي تعصف به.
أيُّها اللبنانيّون الأحــــــــرار، إنّ إنتخاب رئيس عملاق حر مستقل هو الخيار الأسلم، بل السبيل الوحيد لحل كل الأخطار والمشاكل مهما بلغت حدّتها، لا العنف، لا السلاح غير الشرعي ومهما تنوّعت مبرراته يمكنهما ثنينا عن القيام بالمهام التي أوكلها الشعب إلينا وهي مهمة إعادة الجمهورية إلى أحضان القانون...
أيُّها اللبنانيّون الأحــــــــرار، نريد الرئيس الشجاع الحر المثقف الذي يعترف بالنظام الديمقراطي ويتفاعل معه والذي يقبل بالرأي الأخر المغاير له والذي لا يدّعي إحتكار الحقيقة، والذي لا يدّعي التمثيل الأحادي وكلنا نعلم ما حصل في إنتخابات التزوير الأخيرة ويكفي الاطّلاع على ما كشفته التقارير المحلية والدولية على الانتخابات. أيّها اللبنانيّون الأحرار توحّدوا...

* سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، المودّة