بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 حزيران 2023 12:00ص إن تريدون وطناً قبل فوات الأوان!

حجم الخط
ما أصعب الكتابة حاليا في الشأن السياسي أو التحليل السياسي اللبناني، فكل هذه التجاذبات بين القوى السياسية والشروحات التي يدلون بها هي خارج الفهم السياسي ولا تتعلق بإنقاذ وطن بل كلها وجلّها تخريب وطن وتدمير مؤسسات وتهجير شعب، ولا أحد يدري ما هي بدائل هذه الزمر السياسية المتسلّطة على البلاد والعباد، وحتى هؤلاء النواب الذين وللأسف جاء بهم الناخبون لا لتمثيلهم نيابة عنهم بل لتمثيل مصالح المرتبطين معهم وبهم، أحزابا كانوا أم دول أم محاور، والمضحك المبكي أن الوطن في حالة الموت السريري وفي حالة تحلل لكل مقوماته ومؤسساته، وها هي هذه الطبقة تقيم الجلسة 12 لانتخاب رئيس الجمهورية وتفشل وتؤكد تصريحات كل فريق من الفريقين المتصارعين عن عقم ما يفعلونه ويعلنونه، وكل يصرح أن مرشح الفريق الآخر انتهى وهم الفائزون، وكل يزعم ويدّعي بدون أدنى حياء أنه المنتصر والآخر هو المنهزم وهذه هي قضيتهم وقضاياهم شر البلية ما يضحك ويبكي معا..
شر البلية ما يضحك رغم أن أحدا بلبنان الشعب لا يملك الضحك الذي بات بأيدي المتسلطين وهم يسمحون بالضحك أو البكاء لجماعاتهم وكلهم على الوطن الذي ضاق بهم وبألاعيبهم وهم لم يثبتوا يوما ولا ساعة أنهم بمستوى قيادة وطن، وبات المطلوب من كل الشعب اللبناني الإطاحة كليا بهذه الطبقة الحاكمة واستعادة الوطن من جديد.
المطلوب إعلان حالة عصيان مدني لناحية تغيير الواقع السيئ في البلاد، هم لم ولن يتفقوا وكلهم لن يخرجوا الوطن من أزماته لأن إنقاذ البلاد من هذه الفوضى العارمة والشعب من هذه المجاعة القاتلة والمؤسسات من هذا الاغتصاب القائم باسم الطوائف والمذاهب والميثاقية وخلافها وإعادة تخليص القضاء من الأيادي الملوثة بدماء الشعب ظلما وعدوانا واستعادة أموال الناس المنهوبة بالتواطؤ بين السياسيين الذين استباحوا كل شيء مع كثير من أصحاب المصارف ولم يتركوا لفقراء البلاد ولو بضعة دراهم يأكلون بها ويطعمون أبنائها، وتبقى جريمة الجرائم تفجير المرفأ دليل حق على مسؤولية كل الذين شاركوا بالسلطة. وهم وحدهم الذين أخذوا البلاد إلى هذه النهايات التي لا يتمناها المرء، والمطلوب إنشاء سلطة بديلة وقيادات صحيحة وقادرة ومتحررة ومستقلة عن كل الزمر الحاكمة والمتحكمة وتؤمن بالوطن إيمانا لا يتزعزع فوق العصبيات وتتحلّى بنظافة الكف وسلامة العقل.
ماذا يعني أن هذه الطبقة المتحاكمة والتي جاءت بالرئيس السابق رئيسا للجمهورية وكلاهما أخذا البلد إلى جهنم، أحدهما بتصريح علني والآخرون دمروا الوطن ومؤسساته وشعبه وها هم يفشلون بإدارة وطن ويستنجدون بالخارج الأجنبي، هذا وطن ودولة وشعب محترم وان خربتم نصفه لطوائفياتكم وبصراعاتكم المذهبية والعنصرية بكل الأحوال الكلام لم يعد ينفع مع أمثال كل هؤلاء، والقول المأثور: إن لم تستحِ فافعل ما شئت. القرار الفعلي لكم أنتم أيها الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوناته، ان تريدون وطنكم اقبلوا قبل فوات الأوان.