بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آذار 2023 12:00ص اتحاد العائلات البيروتية ودوام الحال من المحال

حجم الخط
صُدم الكثيرون من أهالي بيروت  والجمعيات الأهلية لما وصل إليه حال اتحاد جمعيات العائلات  البيروتية بتأجيل انتخاباتهم المقررة أصلاً يوم الجمعة ١٧ آذار الجاري بسبب الطعن المقدم أمام قاضية الأمور المستعجلة التي أصدرت قرارها بوقف الانتخابات إلى موعد آخر تحدده، ومما زاد من وقع الصدمة المفاجأة ان القرار القضائي جاء صباح يوم إجراء الانتخابات وبعلم رئيس الاتحاد، وواصل كل فريق من المتنافسين والمتنازعين على المناصب والمواقع والمرتبطين بشخصيات سياسية تحركهم ويحاولون توسيع نفوذهم داخل الاتحاد ووسط العائلات البيروتية المنضوية فيه. 
ان هذا الذي حصل دفع العائلات لاستحضار الأفعال الخبيثة للطبقة السياسية المتحكمة بالغصب والإكراه بمفاصل الدولة التي ساقوها إلى جهنم وبئس المصير، وبموت وطن كان من خيرة الاوطان وعاصمة كانت سيدة العواصم،ايقن البيروتيون الاحرار أن شعار كلهن يعني كلهن يصيب أيضا الكثير من المسؤولين في جمعيات أهلية وغير أهلية،ونقابات ومهن وإدارات رسمية وغير رسمية ممن باعوا قراراتهم وولاءاتهم لشخصيات وجهات سياسية ولمتزعمين ممن شغلوا مواقع نيابية ووزارية ورئاسة إدارات ومواقع في الدولة وساروا بها الى جهنم وبئس المصير.
وعاد التذكير إلى تصريح أحد رؤساء الاتحاد السابقين بأن الاتحاد وصل إلى مرحلة بالغة الخطورة من نشوب الخلافات والشرذمة في صفوفه،وكنت قد أشرت بمقالتي التي نشرت بجريدة اللواء الغراء يوم الجمعة يوم الانتخاب ما قاله الرئيس الأسبق الذي تأكد وقوعه بكل اسف وان واقع حال الاتحاد من المحال القائم في الطبقة السياسية المسؤولة عن كل الانهيارات الحاصلة للبنان الوطن والمواطن، وهذا ما يوجب على العائلات البيروتية الاسراع لإنقاذ الاتحاد من ايدي العابثين به وبمسيرته وبمصيره خدمة لمصالحهم الشخصية وارتباطاتهم وللشخصيات المتوارية عن الأنظار بعد أن رفضها الأهالي وعائلاتهم جراء الفشل والتهميش الواقع على العاصمة المحروسة بعد عناية الله من قيادات وشخصيات وزعماء خلدهم التاريخ البيروتي واللبناني والعربي شهادة لوطنيتهم وعروبتهم الحضارية وتضحياتهم بأرواحهم فداء للبنان وللبنانيين جميعا ولبيروت منارة الوطن، ومنهم الشهداء الأبرار رؤساء حكومات والمفتي حسن خالد،ويذكر معهم السابق عليهم زمنيا الشيخ عبد القادر قباني مؤسس اول وأهم جمعية في بيروت ولبنان هي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية منذ أكثر من ١٤٠ عاما والتي وصلت إليها ايادي الجهل والجهالة والعبث بدورها الريادي وباهدافها النبيلة التي قامت عليها.
والجدير ذكره حول هذا الاتحاد العائلي القول المأثور للشيخ محمد عبده «ما دخلت السياسة شيئا إلا أفسدته والمقصود السياسة المكيافيلية التي ينتهجها أغلب المسؤولون اللبنانيون والتي وصلت بلبنان إلى الانهيار السائد حاليا.     فالعمل الاجتماعي والأهلي تحديدا إذا ما حسنت النوايا يصنع البناء القوي، ويعطي نتائج هامة ويروض الشخصية الانسانية للمنفعة العامة ويضع  الرجل المناسب في المكان المناسب لنجاح الهدف المنشود بطرق المعالجة الصحيحة لقضايا المجتمع ومجابهة مشكلاته، وأثقل هذه القضايا في ميزان المسؤوليات هو التغلب على النزاعات بين الأعضاء وتكتلاتهم المتصارعة وأن يكون للقيِّمين على العمل الوعي والقدرة والامكانية لتغيير الجو المضطرب والمناخ المشحون بالرغبات الفردية والشخصانية والأنانية والمصلحية.
ان عبارة الاتحاد هي من ارقى المعاني والاساليب على المستوى الإنساني وفي علاقات الدول وهي تحمل معانيها الواضحة والجلية والخالية من كل لبس وغموض وتحايل، فلا تحولوا اتحاد العائلات الى نزاعات أو خلافات وصراعات العائلات، صحيح أن اتحاد الجمعيات الاهلية البيروتية مكون من جمعيات متعددة وكيانات متباينة، لكن بالاتحاد تكون كيانا واحدا تذوب فيه الكيانات ويكون شأنا واحدا ومصلحة عامة واحدة، فلا خصوصية لأحد ولا مصالح خاصة أو لجماعة أو لحزب أو  لتيار او لمتنفِّذ سياسي، فالاتحاد يقوم ليجسد الإخوة والتعاون والتكامل والمساواة من أجل إنجاز المبادئ السامية والغايات النبيلة والتقدم إلى الأمام وإنتاج أعمال نافعة، وتتجسد الإخوة بين الجميع هذا هو الاتحاد الذي أوصت به الرسالات السماوية فلا تضيعوه بسبب الرهانات السياسية ولا تجعلوه صورة عن الطبقة السياسية الفاشلة الفاسدة، فبيروت وأهلها يدركون المخاطر التي يعانيها الوطن برمته ويدركون استهدافات الاضعاف والتهميش لبيروت من الحاقدين  الاقزام الذين وصلوا للامساك بسلطات البلاد بغفلة من الزمن.
أعيدوا ايها السادة حساباتكم فبيروت بحاجة إلى مناضلين في سبيل استعادة دورها وليس موظفين لتعود عاصمة لكل لبنان.   ولكل اللبنانيين وتعود لأهلها الاحرار المجاهدين لتعزيز الايمان الخالي من التعصب الطائفي والمذهبي والعنصري والجهوي الذي ساد ويسود المجتمع اللبناني في المنازل والمدارس والجامعات وكثير من الاحزاب والتيارات دعاة حقوق الطوائف والمذاهب بديلا عن حقوق المواطن وحق الوطن والدولة ومؤسساتها اولا. ولا يجوز لأي كان أن يقيم وطنا أو سلطة أو امنا او قضاء او فضاء فالوطن والدولة والوطنية والعروبة الحضارية الجامعة هم القضية، وما عدا ذلك تحديات واحتلالات وقعت على لبنان وهذا موجب وطني على كل اللبنانيين بمختلف تكويناتهم التمسك بكل عوامل القوة والمقاومة للعدو الصهيوني المحتل حتى اكتمال تحرير كل الأراضي اللبنانية.