بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الثاني 2023 05:38م الاشتباك يشتد حول التمديد لقائد الجيش .. وواشنطن تدعم موقف الراعي

قلق دولي جدي من اتساع حرب غزة إلى مواجهة إقليمية

حجم الخط
يظهر بوضوح أن "حزب الله" بعد خطاب أمينه العام  السيد حسن نصرالله الثاني منذ "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الماضي، قد بات أكثر إصراراً على استكمال معادلته في إشغال الجيش الإسرائيلي ، لتخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي ما أمكن عن قطاع غزة، من خلال تأكيد نصرالله أنّ "الكلمة والقرار للميدان" . وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على استمرار جبهة الجنوب اللبناني مشتعلة ومفتوحة على كل الاحتمالات، على ما ترجم في الساعات الماضية بتبادل واسع للقصف المدفعي والصاروخي بين "حزب الله" وإسرائيل، متجاوزاً الجبهة الحدودية للمرة الأولى، ما يؤشر إلى أن الأمور تجاوزت قواعد الاشتباك، وفي ظل قلق أميركي ودولي من اتساع نطاق الحرب الدائرة في غزة، إلى مواجهة إقليمية شاملة . وهو ما عبر عنه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش . وما يثير القلق أن المواجهات في الجنوب تتمدد وتتسع، وسط تهديدات متبادلة بالآتي الأعظم .
ويأتي هذا التصعيد اللافت غداة مواقف نصرالله الذي أبقى كل الخيارات على الطاولة، سيما وأن المناطق الحدودية تحولت إلى ما يشبه خطوط تماس، بعدما فرغت من سكانها، مع استخدام "حزب الله" أنواعاً جديدة ومتطورة من الأسلحة ضد جيش الاحتلال، كصواريخ "بركان" والمسيرات الانتحارية، وما قد يلجأ إليه من مفاجآت في الأيام المقبلة . وهو أمر يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في الحرب الدائرة بين الطرفين، والتي تنذر بخروج الوضع عن السيطرة في أي وقت، تزامناً مع ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية، بتحويل بيروت إلى غزة ثانية إذا دخل "حزب الله" الحرب، مؤازراً حركة "حماس"، في حين شدد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين، على أنه "ما زلنا متمسكين بمعادلة القتل سيقابله قتل مع العدو والمدني مقابل المدني" .

وفيما أشادت أوساط وزارية لبنانية بارزة  بقرارات القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت بالرياض، واعتبرتها "خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح، سيكون لها صدى كبير عند المجتمع الدولي، لوقف الحرب الهمجية على الفلسطينيين"، ومشيدة بكلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن المواقف التي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، من "أننا لسنا هواة حرب ولن نقوم بأي خطوة لإشعال مزيد من الحروب في المنطقة"، مشدداً على أن "لبنان يتمسك بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ويؤكد عليها"، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن السواد الأعظم من اللبنانيين لا يريدون الدخول في حرب ضد إسرائيل، بالنظر إلى نتائجها المدمرة على البلد وشعبه، في ظل الظروف السيئة التي يمرون بها . كما أن الرئيس ميقاتي لا يفوت مناسبة، إلا ويؤكد على ضرورة تأمين الحماية للبنان من أي عدوان قد تشنه إسرائيل ضده، لكن دون أن يكون هناك اقتناع داخلي بوجود مظلة أمان عربية أو دولية، تحمي لبنان من أي اعتداء إسرائيلي قد يحصل .



إلى ذلك، وفي الوقت الذي تتركز الجهود من أجل تلافي حصول أي شغور على رأس قيادة الجيش، مع قرب إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون على التقاعد مطلع كانون الثاني المقبل، فإن الموشرات لا توحي حتى الآن، بإمكانية إيجاد مخرج لهذا الشغور المرتقب، سيما وأن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ووزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، مازالا على موقفيهما الرافضين لأي تمديد لقائد الجيش، بانتظار ما سيتقرر نتيجة المشاورات الجارية على هذا الصعيد . وقد لفت اللقاء الذي جمع في بكركي البطريرك بشارة الراعي والسفيرة الاميركية دوروثي شيا. وفي حين أشارت المعلومات، إلى أنه تم التداول خلال اللقاء في مختلف المواضيع ،وكان تشديد على ان احوج ما يكون اليه لبنان اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية، اذ ان الولايات المتحدة الاميركية مهتمة باستقرار لبنان على كل الصعد، وترفض دخوله في حرب غزة، فإن المعلومات كشفت أن موضوع انتهاء ولاية قائد الجيش، قد أخذ حيزاً هاماً من اللقاء، حيث كرر البطريرك الراعي"موقفه الرافض لاسقاط قائد الجيش"، في وقت نقل أن موقف الإدارة الأميركية، وفقاً لما قالته السفيرة الأميركية لا يختلف عن موقف بكركي .

وفيما يشتد الكباش بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" بشأن التمديد للعماد عون، جدد النائب باسيل رفضه الموافقة على هذه الخطوة، بالتأكيد، أن "تعديل القانون للتمديد لشخص واحد هو غير شرعي ومعرض للإبطال من المجلس الدستوري لأنه يخالف مبدأ بديهيا وهو شمولية التشريع، إضافة الى أنه ليس من ضمن تشريع الضرورة لأن هناك حلولا أخرى متوفرة، إضافة الى أنه يضرب هيكلية المؤسسة ويظلم الضباط”، في وقت ردت "القوات" على باسيل، بالتأكيد على أنه "كان الأحرى لمن يزايد بصلاحيات رئيس الجمهورية، وأمام الظرف الحربي الذي انزلقت إليه البلاد بسبب مصادرة حليفه لقرار الحرب، أن يتعالى عن المصالح والصغائر. ولكن، ويا للأسف، يتقدّم دائما الاعتبار المصلحي على الاعتبار الوطني ويدفع لبنان والشعب اللبناني الثمن". دون أن يحصل في المقابل وفد كتلة "الجمهورية القوية" من رئيس البرلمان نبيه بري على تأييد لعقد جلسة تشريعية تمدد لقائد الجيش . وهذا يؤكد برأي مصادر نيابية أن هناك عقبات جدية، قد تحول دون التمديد للعماد عون.