بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آب 2022 03:47م الترسيم قاب قوسين .. والتأليف سقط من الحسابات

حجم الخط
مع تكريس الاجتماع اللبناني الأميركي الموسع الذي عقد في قصر بعبدا، قبل ظهر اليوم، لملف الترسيم البحري، وما أشيع عن أجواء إيجابية طغت عليه، دون تطرق الرؤساء الثلاثة إلى موضوع تشكيل الحكومة، بما يساعد على تقريب وجهات النظر، فإن ذلك يؤشر إلى أن هذا الملف قد سقط من حسابات المسؤولين، لذرائع وحجج مختلفة، لكن تبقى النتيجة واحدة أن لا حكومة في ما تبقى من عهد الرئيس ميشال عون . وهو أمر لم يكن مستغرباً، بعدما ظهر بوضوح مدى الاستخفاف الذي يتم التعامل به، في قضية تأليف الحكومة، مقابل اللامبالاة من جانب عدد من المعنيين، وكأن البلد بألف خير، وبالتالي لا مبرر لوجود حكومة، طالما أن "القاضي راضي" كما يقال بالعامية .

وكشفت معلومات لموقع "اللواء"، أن اجتماع بعبدا الثلاثي بين الرؤساء ميشال عون، نبيه بري ونجيب ميقاتي، لم يتمكن من إحداث أي خرق في جدار أزمة التأليف، في ظل استمرار التباعد في المواقف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الأمر الذي لم يسمح بالتطرق إلى الشأن الحكومي إلا لماماً، باعتبار أن الاجتماع كان مخصصاً من أجل تنسيق المواقف بشأن الجواب اللبناني الذي سلم إلى الموفد الأميركي أموس هوكشتاين . وبالتالي تم تجاوز الموضوع الحكومي، مع بقاء كل طرف على موقفه. وهذا ما سيبقي الملف على حاله دون تقدم حتى انتهاء ولاية الرئيس عون الدستورية، أي البقاء على حكومة تصريف الأعمال، بما يبقي القديم على قدمه، وبما لا يسمح لأحد بتقديم تنازلات .

وتشير المعلومات، إلى أنه وبدل أن يحصل توافق على إزالة العقبات من أمام ولادة الحكومة، فإن التوافق كان تاماً بشأن وحدة الموقف اللبناني من ملف ترسيم الحدود البحرية الذي إبلاغه إلى الوسيط الأميركي هوكشتاين، والذي بدوره نقل موقفاً إسرائيلياً من هذا الملف، بما يعطي لبنان الحق في الحصول على كامل حقل "قانا"، وعلى أساس الخط 23، ما قد يفتح أبواب العودة إلى مفاوضات الناقورة، نتيجة التقدم الذي حصل، وبعدما تمكن الجانب الأميركي من تضييق فجوة الخلافات بين الجانبين، بدليل إجماع المواقف اللبنانية والأميركية على أهمية هذا التقدم الذي جرى إحرازه .

وكشفت المعلومات، أن الوسيط الأميركي سيعود بعد أسبوعين، لوضع الإطار المناسب لاستئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، في وقت كان لافتاً ما أعلنه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، بعد لقائه هوكشتاين، من أنه تم تحقيق تقدم هائل في ما يتصل بعملية الترسيم، ما فسر على أن الأميركيين استطاعوا تقريب وجهات النظر بشكل كبير بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وبالتالي فإنه يؤمل طي هذه الصفحة في أسرع وقت، وبما يساعد على البدء بعمليات التنقيب، بعد أن تكون المفاوضات المنتظرة التي باتت قاب قوسين، قد وضعت الأسس لذلك .

وأشارت المعلومات، إلى أن هوكشتاين حذر خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، من مخاطر استمرار "حزب الله" في اللجوء إلى أسلوب استفزاز الجانب الإسرائيلي، من خلال إطلاق المسيرات أو غيرها، باعتبار أن ذلك قد يقود إسرائيل إلى التشدد أكثر، ما يعرض التقدم الذي تحقق إلى مخاطر جسيمة، قد تعيد الوضع إلى نقطة الصفر، وهذا بالتأكيد، كما قال الوسيط الأميركي "لن يكون في مصلحة لبنان إطلاقاً" .