بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2023 12:51م الترويكا المسيحية بمواجهة الثنائية الشيعية

حجم الخط
من بركات الاتفاق السعودي الايراني، المصالحات العربية العربية وخصوصاً عودة سوريا والجامعة العربية لبعضهما البعض. ومن هذه البركات الجليلة توقّف الكلام عن الفتنة السنية الشيعية، التي انطلقت منذ غزو العراق واعدام صدام حسين، ومن ثم اغتيال رفيق الحريري، وتعزّزت بعد غزوة 7 أيار غير المجيدة، والتي ترجمت دستورياً، بامتلاك تحالف حزب الله، الثلث المعطّل. أي تثبيت فائض القوة، في مواقع صنع القرار بالدولة، عبر اتفاق الدوحة. وكانت 7 أيار كما صرح وليد جنبلاط نتيجة خطأ في الحسابات والتقديرات جعلته يصفها نادماً بلحظة التخلي.
لم تكن بيروت، المسرح الوحيد للفتنة السنية الشيعية. بل شملت الفتنة عواصم ودولاً عربية عدة. واستمر النفخ فيها، ليتناوب بعضهم على الفتنة الدرزية الدرزية كما حصل في قبرشمون مثلا.
سلوك جبران باسيل الاستقوائي بحزب الله، على كسر رموز الطائفة السنية، من سعد الحريري المستبدل بحسان دياب، ثمّ نجيب ميقاتي، وقبلهم جميعاً تهشيم مرحلة رفيق الحريري وايضا تهميشم وإذلال واستضعاف كل من جلس على كرسيه، وكل ذلك في سياق محاولات تأجيج نار الفتنة الموؤدة.
ما فعله باسيل عبر إمساكه بعنق الدولة، فعله أقرانه من قادة الأحزاب المسيحية خصوصاً من وصفه باسيل بالعميل الاسرائيلي، قاصدا جعجع. وبات اندلاع الفتنة السنية الشيعية الهاجس المحموم، لهؤلاء جميعاً.
عندما حصلت المصالحة السعودية الايرانية، والمصالحة العربية العربية، والسعودية السورية، أصيب هؤلاء المحمومين بتجلّطات سياسية، لم تزل تداعياتها مستمرة. سيّما وأنهم تبادلوا الاستقواء او استخدام طرفي الفتنة.
فكما استقوى جبران باسيل بحليفه الشيعي حزب الله ضد السنة. حاول شريك باسيل في اتفاق معراب، استخدام حليفه السني المهيض الجناح، وليس الاستقواء به، ضد حليف باسيل الشيعي حزب الله.
وللتاريخ نسجّل أنّ سعد الحريري كان بليغاً وحكيماً، وهو يُضمّن تعليق نشاطه السياسي رفض انجراره وانخراطه في الفتنة السنية الشيعية.
الحرب المسيحية الكبرى على سليمان فرنجية، بدأت كما قال في ذكرى مجزرة اهدن، منذ خروج سليمان فرنجية الجد من الجبهة اللبنانية واعلان انتمائه للعروبة. كما وبسبب رفض فرنجية الجد والحفيد معا لمشاريع الكانتونات الطائفية، والفيدراليات، وحالات حتماً، وأمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار، التي دائما ما تختلج، عقل وفكر الترويكا المسيحية الجديدة وملحقاتها.
الوقائع تدل بوضوح، أن سقوط الفتنة السنية الشيعية لبنانياً، كان قبل المصالحة الايرانية السعودية. لكن هذه المصالحة كرّست طيّ ملف الفتنة.
وهنا وجد قادة الترويكا المسيحية، او المتحالفون الجدد،
وجدوا أنفسهم، وجهاً لوجه في مواجهة، ثنائي الشيعية السياسية. فتقاطعوا، وتخندقوا مع ملحقاتهم، كل لأسبابه، في حرب إلغائية ضد الثنائي الشيعي، وتصويره بأنه يريد، أن يفرض على المسيحيين، رئيساً للجمهورية، يرفضوه ساسة وكنيسة رغم اعلان البطريرك الماروني المتكرر وقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
الفتنة غير نائمة.
 يبقى الرهان قائماً على سعي ما تبقى من عقلاء، لإطفاء فتائل الفتنة المسيحية الشيعية، التي تلوح بالافق، وقبل فوات الأوان.
حمى الله لبنان وأعان، الشعوب اللبنانية.