بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 آب 2022 12:00ص الجيش والشعب.. في طرابلس وكلّ لبنان

تعاون وتكامل لتأمين مؤسسات الصمود الاجتماعي

حجم الخط
واكبت قيادة الجيش اللبناني وصول الغواصة المخصّصة لانتشال المركب الغارق بالكثير من العناية والتسهيل والرعاية والاهتمام بتغطية جميع الثغرات التي كانت تحول دون قدومها على المستوى القانوني والإجرائي، بالإضافة إلى المساعدة في جميع الخطوات المطلوبة للوصول إلى إيفاء الضحايا وذويهم حقهم في تكريم موتاهم، بالتوازي مع متابعة المعالجات الاجتماعية والإنسانية للأوضاع في طرابلس، في تكامل غير مسبوق بين الجيش والشعب في المدينة.
رعاية وضمانة وصول الغواصة إكراماً للضحايا وذويهم
دخل قائد الجيش العماد جوزاف عون على خطّ المعالجات عندما وصلت العقد إلى مسألة التأمين على الغواصة فتعهّد بتأمين سلامة وصولها وأداء مهمتها وعودتها وبضمان ذلك ضمانة مالية تساوي قرابة 11 مليون دولار في حال تعرّضت لحادث يؤثّر على عملها.
كان تعهّد القائد بمثابة الخطوة الأخيرة التي أزالت العقبات القانونية، والأهمّ أنّها عكست روحية الاحتواء والرعاية لأهالي الضحايا الذين تخلّى عنهم الرؤساء والوزراء وغاب عنهم نواب الممانعة، حتى يمكن اعتبار هذا الإهمال بمثابة جريمة قتل جديدة لهم.
وضعت قيادة الجيش كل التسهيلات في خدمة فريق عمل الغواصة وسخّرت إمكانات البحرية اللبنانية في خدمتهم، وكان الطلب الأول إجراء تصوير لمكان سقوط المركب بحيث تكون الأولوية لإفادة التحقيق وكشف الحقيقة فيما جرى، وتحقيق العدالة للضحايا وذويهم.
هذا التعاون المفتوح ترك آثاره المباشرة على الأهالي المكلومين وعلى الرأي العام في طرابلس، خاصة بعد ما كان هذا الملف قد شهده من إثارة وتحريض واستغلالٍ للمشاعر، ومحاولات مستميتة لتخريب علاقة طرابلس بالجيش، فكان استقبال العماد جوزاف عون للأهالي وتأكيده على إجراء التحقيق بشفافية كاملة والمساعدة في انتشال الضحايا كواجب إنساني وجداني.
تعزيز الاستقرار الاجتماعي وسط الانهيار
رغم كلّ تداعيات الانهيار الشامل الذي يعصف بالبلد، كان الجيش اللبناني على مدى الأشهر الماضية يعمل على تثبيت الاستقرار الاجتماعي، وقام بأدوار متقدمة في هذا المجال، شملت تشجيع المصالحات بين العائلات المختلفة والتقريب بينها لحماية النسيج الاجتماعي وعدم السماح بتعريضه للمزيد من التصدّعات.
يواصل الجيش حملاته الدؤوبة في ملاحقة آفة المخدِّرات ومحاصرة انتشارها المخيف بين الشباب والفتيان في المدينة، ويتابع مع المجتمع المدني كيفية الوصول إلى خطة متكاملة لمواجهة هذه الآفة القاتلة.
وفي إطار معالجة أشكال الفوضى المندلعة في المدينة، وغياب القضاء والأجهزة المختصة والوزارات المعنية عن تحمّل المسؤولية في وقف سرطان فوضى الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، قامت مديرية المخابرات بهدم وإزالة الأبنية المخالِفة التي جرى إنشاؤها في حيّ الغرباء في منطقة الزاهرية بطرابلس، على أراضٍ تملكها أوقاف طرابلس، وذلك بعد أن تلقّت المديرية الشكوى من دار الفتوى.
التعاون بين الجيش ودار الفتوى، والذي كرّسته زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون لها بتاريخ ٠٨‏/٠٢‏/٢٠٢٢ ورفع فيها ثلاث ثوابت:
- أنّ طرابلس ليست قندهار ولا مدينة إرهابية، بل هي مدينة الشراكة الوطنية الإسلامية - المسيحية.
- أنّ الشباب المغرّر بهم لأسباب اقتصادية يجب معالجة أوضاعهم واستعادتهم.
- أنّ الحرب متواصلة على آفة المخدرات وهي أخطر من الإرهاب.
تكامل الجهود بين الجيش والمجتمع
تعاني طرابلس من آفة التخلي عن المسؤولية ممن يفترض أنّهم مسؤولون عنها في السلطة التنفيذية خصوصاً، ويعاني الجيش ضباطاً وأفراداً من تداعيات الانهيار، لكنّ هناك طريقاً حتمياً يتلاقى فيه أهل طرابلس مع جيشهم الوطني، وهو التعاون والتكامل لتعزيز إمكانات المجتمع الأهلي في تعزيز مؤسسات الصمود الاجتماعي في المجالات الصحية والتربوية والاجتماعية، بالتعاون مع المجتمعين العربي والدولي.