بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آذار 2023 01:17ص الخطيئة الكبرى بحق جمعية المقاصد لن تمرّ

حجم الخط
لعل من حَمَلتْهم الخطيئة الكبرى إلى مواقع القيادة في إدارة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية مؤخرا قد وصلتهم هبة المسلمين من كل لبنان، من عاصمتهم بيروت المحروسة ومن كل محافظة وبلدة لبنانية ومن رجال الدين وشخصيات فكرية وثقافية وعلمية ومن  هيئات وجمعيات في تصديهم المليء بالغضب والشجب والأدانة باستبدال اسم مدرسة خديجة الكبرى، وهي إحدى مدارس جمعية المقاصد التاريخية وفي قلب بيروت الى اسم اخر هو ليسيه المقاصد وما ترمز إليه عبارة ليسيه باللغة الفرنسية بديلا عن عبارة مدرسة باللغة العربية.
وعندما أرادت إدارة المقاصد تصحيح الخطيئة وقعت في فخ أخر بابقاء الاسم الأساسي وإضافة ليسيه المقاصد إليه، مما يثبت أن هذا الفعل القبيح جاء ليؤكد سوء نية الفاعلين وأنه وليد تفكير وتخطيط متعمد وهادف بحيث يتداول الناس عبارة ليسيه المقاصد ومدرسة خديجة الكبرى تذهب الى النسيان في عملية خداع وتضليل.
وكان قد سبق هذا الاجراء المدان، اجراءات مماثلة منها نزع شعار المقاصد المثبت منذ تأسيسها وما يرمز إليه لجمعية إسلامية اسما وفعلا وتأسيسا وهو نموذج مصور عن القران الكريم مع أية قرأنية، تعبر أصدق تعبير وتراها في المنتديات العلمية والثقافية والجمعيات وحتى في كثير من مكاتب رجالات المهن الحرة المسلمين تدليلا للعلم والثقافة وهي «وقل رب زدني علما» ورغم الضجة التي أثيرت بمواجهة هذا الإجراء أنذاك لكن رئيس وإدارة الجمعية التي تواجه اليوم، تجاوزوا كل الاحتجاجات وظلوا  في سعيهم بازالة أي رمز اسلامي عن الجمعية أضف إلى تحويل  مدرسة عائشة أم المؤمنين إلى حضانة ورد  المقاصد وسابقا على هذه الادارة جرى إقفال مدارس مقاصدية أخرى  منها مدرسة فاطمة الزهراء ومدرسة كلية البنات وهي أول كلية جرى افتتاحها لتعليم فتيات المسلمين وعندما سئل المؤسس الأول لجمعية المقاصد في العام ١٨٧٨م أي منذ١٤٥ سنة الطيب الذكر والمبدع والذي أنتج بأفكاره النيرة وإيمانه العميق وإخلاصه لوطنه وبني دينه وهو  الأديب والصحافي الشيخ عبد القادر قباني رحمه الله أجاب سائليه تعليم الفتاة اولا يعني تعليم الأم التي تربي أطفالها وتعلم في بيتها والاب في عمله طول النهار  وفي ظل الحكم العثماني و مع الشخصيات  التي جمعها من رجالات بيروت تقرر إنشاء جمعية تعنى بتعليم أبناء المسلمين كل المسلمين ولمن يشاء من أبناء اللبنانيين من الطوائف الأخرى ممن تعهدت تعليمهم الارساليات الأجنبية التي انتشرت في لبنان وكانت هذه الجمعية الرائدة كأول جمعية أهلية في لبنان وحملت اسمها، «جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية»، ولا ندري إن كان بين أحد او مجموعة من المسلمين العلمانيين يعملون لبعث اتاتورك اخر لبناني يحقق ما حققه اتاتورك في الدولة العثمانية بمواجهة الاسلام العظيم الى أن قيض الله لتركيا رجال يحبون الله أعادوا الإسلام الحنيف للشعب التركي المسلم، فأصبحت زوجة رئيسة البلاد محجبة وساد الحجاب أغلب نساء وفتيات تركيا بعد أن كانت تمنع المحجبة من دخول الجامعة ومن الوظائف الرسمية في الدولة وأغلب المساجد كانت قد أقفلت منذ عهد اتاتورك وتحولت تركيا بعد أن كانت إمبراطورية إسلامية  ساهمت بنشر الاسلام لدول وشعوب عدة جعلوها دولة علمانية ودولة أوروبية بانتزاع هويتها من محيط الشرق وكان هذا المخطط الاستعماري الحاقد على الإسلام والعرب موجها ضد الإسلام واستبداله بالعلمانية وضد العرب والهوية العربية بجعلها أوروبية، هذه وقائع تاريخية لايجوز إغفالها ونسيانها وهذا لا يعني تأييدا للنظام التركي الحالي اطلاقا  فالخلافات بين تركيا والعرب باوضاعهم الحالية تحتاج إلى كثير من المعالجة انتصارا للإيمان بمواجهة الإلحاد الأوروبي وأوجهه الاستعمارية منذ دخول تركيا حلف بغداد الاستعماري ضد العرب والتأمر على وحدتهم بإقامة دولة الجمهورية العربية المتحدة بين مصر عبد الناصر وسوريا الرئيس القوتلي ،فالحرب التركية حاليا على سوريا وإقامة قواعد عسكرية داخل أرض عربية والزعم بأن لها حقوقا في شمال سوريا هذا تصرف استعماري جديد يقتضي انسحاب تركيا من كل الأراضي السورية وتصحيح المؤامرة الغربية التي اقتطعت جزءا من اراضي سوريا المعروفة بلواء الاسكندرون مع أنطاكية وأضنه وضمت إلى تركيا مثلما فعل الصهاينة بضم الجولان خلافا لكل القوانين الدولية إلى أن تتمكن سوريا الدولة وكل العرب من تحرير الجولان واستعادته للسيادة العربية، اقول هذا الموضوع التاريخي رغم أن موضوعنا هو عن جمعية المقاصد لأضع الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها إدارة المقاصد الحالية وامثالها باستهدافاتها الحقيقية وليرى اللبنانيون المسلمون والعرب  حجم المؤامرات التي تساق ضدهم من الداخل والخارج وينهضوا من سباتهم للدفاع عن الوجود بتحرير كل أراضيهم المحتلة من الصهاينة الذين اغتصبوا من العرب فلسطين والقدس عاصمة السماء على الارض العربية وأولى القبلتين التي أوجدها الله القبلة الأولى للمسلمين ومسرى النبي محمد وميلاد السيد المسيح عليهما السلام وانطلاقة دعوته لعبادة الله، مما يؤكد أن ما قامت به ادارة المقاصد هو خطوات اولى لتمرير هذا النهج التأمري خطوة خطوة بتوسيع الدعوة إلى العلمانية واخواتها الماسونية، والزواج المدني وإسقاط القواعد الشرعية التي أقرها الله للبشرية في الكتب السماوية، التوراة والإنجيل والقرآن الكريم وانهاء المحاكم الدينية وليست الطائفية، وللتنبيه أن دعاة العلمانية اللادينية والتي تحارب الأديان كلها بمزاعم وارادات وأهداف استعمارية تتوسع في بلداننا العربية حتى أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل وبات الصديق والجار والاستعانة به دفاعا عن أنظمة التطبيع وخضوعا للإرادة الأمريكية الضامنة لأمن اسرائيل وبقاء احتلالها قائما.
لقد وصل إلى البرلمان اللبناني في الانتخابات الأخيرة عدد من هؤلاء دعاة العلمانية ومنهم من يدعو للمثلية واشباهها من دعوات شاذة تتسرب إلى داخل  المجتمعات العربية كما سبق وتسربت الشعوبية قبلها وفعلت فعلها الخبيث، والان نرى هجمات عدة ضد الايمان الديني بكل رسالاته وضد الهوية العربية واحلال امم أخرى وهويات أخرى وطمس الهويات الدينية والوجودية لأمة العرب والتي جعلها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس.
اعود للجمعية، وكنت بتاريخ ٢٣ ايار٢٠٢٠ كتبت مقالي الثاني عن معاناة المقاصد والحلول المقترحة، بعنوان المقاصد ليست للبيع أو التصفية نشرته مشكورة جريدة اللواء الغراء واوضحت فيه أن جمعية المقاصد تعاني أزمة قيادة تحد من استمراريتها وتهدد وجودها وديمومتها وتقدمت بعدة اقتراحات وغيري  ومن هم أكثر مني معرفة بالمقاصد كتبوا واقترحوا وحتى وفد من المحامين الشباب المقاصديين أثناء إزالة شعار المقاصد، زاروا صاحب السماحة واطلعوه على مخاطر ما تقوم به ادارة المقاصد الجديدة ورئيسها الجديد، وطلبوا تدخله لتصحيح الوضع، لكن وفد المحامين الشباب خرج غاضبا من اللقاء لانه لم يلمس أدنى اهتمام من الدار وسيد الدار، فهكذا إهمال وتراخ بقضايانا يوصل حالنا الى هكذا حال مأساوية  ويوقع اخلالات وانحرافات ولا حسيب ولا رقيب، وحتى الذين جاءوا بالانتخابات نوابا عن بيروت والطائفة كثير منهم علمانيين ومناصرين لدعوات الزواج المدني والغاء المحاكم الشرعية الإسلامية واتهام القواعد الارثية التي تضمنها القران الكريم بأنها غير عادله ويطالبون بتغييرها ويعترضون على القواعد الإلهية ، ولا حياة لمن تنادي، وها هو رئيس الحكومه الحالي التي ينبغي أن تنقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى الحكومة لإدارة البلاد أثناء الشغور الرئاسي طبقا لدستور البلاد يعترضون عليه ويفسرون الدستور حسب رغباتهم ومصالحهم واخر المهازل ما جرى ويجري حول التوقيت الصيفي وتداعيات قرار التوقيت الصيفي وتعالت اصوات الطائفيين بوجه رئيس الحكومة وما يمثل فاضطر خائبا إلى العودة عن قراره.
أختصر منعا للإطالة لكن اقول, كل المواقف الغاضبة والمستنكرة لهذه التصرفات التي تأتي ضمن مخطط علماني جهنمي يغزو مؤسساتنا ومواقعنا وما حملته من اقتراحات تلقى من كل المسلمين اللبنانيين التأييد القوي وخاصة الاقتراحات التي تضمنها بيان المؤتمر الشعبي اللبناني وازيد عليها بنداء لكل المعنيين والمسؤوليين على مختلف المواقع الرسمية أو الأهلية والدينية الخاصة بالمسلمين، أبعدوا العلمانيين عن المواقع الإسلامية حتى لانجد اتاتورك آخر في بلادنا ونصبح دولة علمانية لا مدنية وتشطب  هوية لبنان العربية المثبتة بدستور لبنان كما فعل الغزاة الامريكان بالعراق بمحو هويته العربية بما يعرف بدستور بريمر  وللمقال تتمة تالية.