بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 شباط 2022 12:00ص العروبة هي الحل!!

حجم الخط
منعا للاستمرار في الأخطاء والخطايا والتوهان الذي بات يلف بلداننا العربية ومواطنيها، نذكر بعضنا البعض دولا ومواطنين أننا جميعا مسلمين ومسيحيين لبنانيين وغير لبنانيين ننتمي إلى أمة واحدة، وهوية واحدة، ومصير واحد، وان تعددت دولنا وتباينت انظمتنا سواء بفعل قوى أجنبية استعمارية سابقة ام بفعل أيدينا وقصور بمعرفة مصالحنا وصونها أو بمخططات جديدة صهيوأمريكية أمعنت وتمعن فينا احتلالات وتقسيمات وفتن متنقلة تفضي إلى حروب أهلية ووضعنا في إطار الفوضى الهدامة التي رسمت لعموم المنطقة العربية ودولها ومواطنيها بحروب طائفية أو مذهبية وعنصرية وجهوية لا تبقي ولا تذر بهدف استيلائهم على كل بلدان المنطقة واعادة احتلالها ومد نفوذهم لنهب ما تبقى من ثرواتنا وكل ما وهبنا الله من نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وقد منحنا أرضا من ملكوته أرادها موطن كل انبيائه ورسله ومقرا لمقدساته في الجزيرة العربية حيث الكعبة المشرفة التي جعلها اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين وفيها مولد نبي الاسلام ومبعث الدين الحنيف، وقبله بفلسطين حيث مولد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام وقبله الكثير من انبياء الله، ادم ونوح وابراهيم وإسماعيل عليهم السلام. ومن هنا نوجه حديثنا للبنانيين كنموذج لدول عربية أخرى، ان الدستور اللبناني الذي يلتزم به اللبنانيون ينص في مقدمته بصورة واضحة وثابتة (لبنان عربي الهوية والانتماء وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية ويلتزم مواثيقها) وهذا يعني أنه جزء من الأمة العربية، دولته واحدة من دولها وهوية لبنان العربية هي حقيقة وجود هذا الوطن ونسيج شعبه معطى تكوينه من رب السموات والارض ولا يمكن لقوة في الدنيا ولا لأمة من الأمم أن تغير ما صنعه الله.

ان هوية الأمم والشعوب وانتماءاتها ووجودها بشريا وماديا وجغرافيا وتاريخا، هي من ثوابت الحياة لكل أمة بل هي الحياة التي نحياها وتذكرنا ايات القرآن الكريم «يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».

فالعروبة التي هي تعريفنا والدالة علينا وعلى شخصيتنا ولسان حالنا الناطق بالعربية ودليل علمنا وثقافتنا وحضارتنا وهي فى خلاصات وجوامع  عوامل تكوينها، هي المنطلق والغاية والوسيلة للرقي والتقدم وهي مجموعة القيم الأخلاقية  والحضارية والعلمية، وهي الفكر والأدب والثقافة وهي الوعي العربي المتطلع الى حياة بشرية سليمة. والعروبة هي التي تذيب وتزيل عن الامة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية والعنصرية والجهوية، وهي النقيض الطبيعي للاستعمار والاحتلال والطغيان فالهوية الوطنية توحد ولا تفرق، تشد الأزر، تحقق العدالة بين المواطنين، تقاوم الفرقة والتقسيم وتحقق العدالة بين جميع المواطنين، وتحقق تكافؤ الفرص بالعدل والأنصاف وتحمي مواطنيها واوطانها.

والعروبة ليست خروجا على الدين كما يروج أعداء الدين، بل هي متلازمة مع الدين الاسلامي تلازما لا انفكاك منه، هي لغته ولسانه التي تحمل آياته وعباداته وتعاليمه للناس كافة «إنا انزلناه قرآنا عربيا» ورسوله  المختار من صلب الأمة العربية، ومكرمة الله للعروبة أنها لغة أهل الجنة. ان العروبة هي الحقيقة الاستراتيجية والسياسية والجغرافية والتاريخية وهي حاضر الأمة ومستقبلها ومنها وليس من غيرها مجموعة الحلول لما تتعرض له، من حروب ونزاعات وخلافات داخلية أو خارجية وفتن طائفية ومذهبية وعنصرية وانقسامات وتقسيم، وبات المواطن العربي يرى ما هو أسوأ في مواقف دوله وعلى شعبه من حروب اهليه داخلية تمتد سنوات وتهجير مواطنيها بالملايين ولا تملك إرادة ولا قدرة لاستعادة مواطنيها، بل بعضها راح يستنجد بالأجنبي للاستقواء حينا ولرد العدوان احيانا، وباتت شعوبها لاجئة ونازحة إلى دول أخرى وشعوب أخرى، وباتت الهجرة الخيار الوحيد لوقف الموت عنهم ووقف الطغيان وألم العذاب والتعذيب.

وحين يتأمل المواطن في معظم دولنا العربية ويستعرض في فكره وأحاسيسه ما يجري، وما هي احوال أوطانهم ومواطنيه سوى البؤس والشقاء والذل والجوع وفقدان مقومات الحياة غذائيا والحرية والكرامة انسانيا واصبح حال كثير من أوطاننا ساحات دموية تمارس فوقها القوى الاجنبية المدعوة والغازية لعبة التقاطعات والنفوذ والسيطرة وإقامة قواعد عسكرية برية وبحرية وفوقها أغطية جوية لتقوم بأدوار وهمية تحت مبرر الحمايات، ومنع حروب أهلية ولجم اعتداءات الأعداء، وتمكين السلطات الرسمية سيطرتها على كل أراضيها ومواقعها وبأزمنة مفتوحة تسقط اعتبار السنين واستنزاف الوطن والمواطن وكل ما يملكانه ويصبح هذا التضليل والضلال الإقليمي والدولي ضرورة لازمة لا انفكاك منها، وهذا يعني إعادة دولنا لاستجلاب وصايات واحتلالات لا تنجب سوى القهر والإذلال ونيو استعمار.

وهذا الحال المأساوي يوجب على العرب دولا وحكاما ومسؤولين أن يكونوا هم الطرف المعني بقضاياهم وقضايا أوطانهم وشعوبهم أكثر من أي دولة أجنبية صديقة أو عدوة (كما الاستعانة بأميركا مثلا وإسرائيل). وهنا لا بد من تأكيد المؤكد، أن الدولة بمسؤوليها والنظام الساري بتنوعاته ليس هما العروبة بل منقلبين على العروبة ومقاصدها ومعانيها وحضارتها العظيمة، فالعروبة هي الاخوة بين أبنائها بأعلى معانيها وهي التضامن بكل ما يواجه الامة وينصرها، وهي التقدم بالحياة نحو الخير، وهي الدفاع القوي عن الأرض والعرض والثروة وهي تحرير الأرض من رجس الاحتلال، وهي سيادة العقل ومصالح الأمة وأن تكونوا بالعروبة اخوانا متصالحين.

ونعود إلى لبنان مربط خيولنا، فهل كل ما جرى ويجري في هذا الزمن القريب معقول أو مقبول، لبنان المميز بكل ما كان فيه من انسان وحياة  وطبيعة ومناخ ومن سياحة واقتصاد وعلاقات أخوية وطيدة مع اخوانه كل العرب ندعه على حاله من شرور وعداءات وخصام  لبنان الذي حرر جنوبه وبقاعه الغربي من المحتل الصهيوني الغاشم والمعتدي على كل الأمة بفلسطين والقدس الشريف ومسرى النبي محمد وولادة السيد المسيح عليهما الصلاة والسلام هل يعقل أن نوصله إلى حافة الانهيار والزوال ونستجدي الصديق بعزا العدو لمساعدتنا!؟ أنه أمر خطير غير مقبول ومرفوض ومدان. عودوا الى عروبتكم. الحل منها وفيها والعودة إليها عز وانتصار ومغادرتها ذل وانكسار.