بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آب 2023 12:00ص الفساد وأهله ذاهبون ولبنان الشعب والوطن والدولة باقون

حجم الخط
ليس كل من اعتلى منصبا رسميا في وطننا المعذّب لبنان أصبح مسؤولا، فالمسؤولية أودعها الله أمانة في أعناق الناس، فأغلب هؤلاء الذين جيئ بهم أثبتوا أنهم ليسوا أهلا للمسؤولية ولا يقدرون على حمل الأمانة، والدليل القاطع على ما نقول حال البلاد البائسة والعباد اليائسة وليس كل من حمله حزبه أو تياره أو زعيمه المتعجرف أو قريبه إلى موقع النيابة أنه مشرّع أبدا أو الوزارة أنه يحسن إدارة البلاد والعباد، والدليل القاطع انكم أفشل من الفشل نفسه الذي بات يخجل من سوء فشلكم انكم لا تقدرون على انتخاب رئيس للجمهورية التي كانت منارة الشرق حضارة وعلما وثقافة وطباعة ومنابر للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فضلا عن دور العلم والمدارس والجامعات والصحافة والإعلام، وكان مضرب المثل للعيش المشترك الواحد بين مواطنيه وبين مكوناته الدينية والمذهبية وكلهم منحدرين من أمة واحدة أرادها الله تعالى أن تكون خير أمّة أُخرجت للناس بالرسالات السماوية الخالدة، تأمرون بالمعروف وليس بالعدوان والاعتداء وتنهون عن المنكر فتصبحون من أبرز مصدّرينه من المخدرات بكل أنواعه من السموم القاتلة للبشر وتؤمنون بالله فتتحوّلون عبيدا للمال وتجارا بارعين لنهب أموال الوطن وثرواته وتسطون على أموال الفقراء المودعين وتهرّبون اموالكم وثرواتكم للخارج.
كل حزب أو تيار أو تجمّع بما لديه فرحون ويبقى الوطن ومواطنيه معلّقون على مقصلة الإعدام والموت المحقّق.
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وان عدالة الأرض التي انضمت الى فشلكم وفسادكم وافسادكم فإن عدالة السماء لن تغيب أبدا، فالله يمهل ولا يهمل. ماذا جنيتم من الاغتيال الوحشي التدميري الذي نزل برئيس وزراء لبنان الشهيد رفيق الحريري وقبله رجل الدولة والاستقلال رئيس حكومة لبنان الشهيد رشيد كرامي، ولن نعود إلى الشهداء الأبرار قبيل وخلال الحرب الأهلية، الشهيد معروف سعد؟ وماذا جنيتم من الحرب الأهلية التي اندلعت في شهر نيسان 1975؟ الحقيقة انكم كمليشيات عنصرية وطائفية، أمسكتم بسلطة الدولة ومن هنا كانت الخطيئة الكبرى وفي نهاية المطاف الدولة طارت والوطن تخلخلت مؤسساته وحكم المليشيات سيطر وأنتم ما زلتم في السلطة قابضون على أعناق المواطنين وإذا تنازعتم رحتم لتقسيم الوطن والفدرلة وتذرّعتم بحقوق الطوائف وغيّبتم الرجال الأكفّاء وجئتم بالأقزام، وإذا تصالحتم رحتم إلى توزيع المغانم بسمسرات وصفقات، وهذا ما تهيّئون أنفسكم إليه إذا، ما تبيّن أن بحرنا فيه نفط وغاز ثروات. ماذا جنيتم من تفجير المرفأ بعد جلب المواد المتفجرة وتخزينها سبع سنوات وكان تفجير العاصمة وأهاليها وسكانها مع أكثر من مئتي ضحية وآلاف الجرحى وهدم المنازل؟ وما زلتم تمانعون من القيام بالتحقيق القضائي والتحقيق العربي أو الدولي وتمنعون الكشف عن المخططين والمنفذين لجريمة العصر والإنسانية، كل منكم يبرّئ نفسه وأن هذا التفجير المأساوي لم يحصل في بيروت ربما حصل في بوركينا فاسو.
يعيش لبنان خلال الزمن الحالي وخلال العشرين سنة المنصرمة بسبب الزمر المتحكّمة في قراراته ومصيره، سقوطا مروّعا منها السقوط الفكري وكان منبع الفكر المتجدد، والسقوط الثقافي والتعليمي وكان النادي المشعّ ثقافة ومنطلق الأدباء والشعراء والفنانين والرسامين المضطهدين من أنظمتهم العسكرية الفردية، كان الجامعة والمدرسة والمشفى وموطن الأمن والأمانة والطمأنينة، وكان المصرف الآمن والمؤتمن على أموال الأفراد والجماعات، وتزدهر كل مناحي الحياة في لبنان واليوم يترحّم اللبنانيون حتى على الحرب الأهلية لأن أموالهم لم تنهب وتسرق وتحجز والعملات الأجنبية خاصة الدولار ظل ثابتا ولم يعرف الشعب مجاعة ولا غلاء ولا احتكارا ولا تجارة موتيرات وبيع المياه بعد قرار قطعها مما كبّد المواطنين ملايين من العملة اللبنانية التي اندثرت تحت الأقدام، والآن وهو الأخطر وهو المتعمّد حاليا إسقاط الهوية العربية والولاء للوطن اللبناني لحساب أمم ودول وعنصريات طائفية ومذهبية وشعوبية ما أنزل الله بها من سلطان، القائمة كبيرة بدل أن يعمد المسؤولون لإنتاج مشاريع إنتاجية ومالية واقتصادية وتعليمية والتفرّغ لحل كل المشاكل بأنواعها عملوا على تفريغ الوطن وتعطيله وصار التعطيل الخبيث للدولة والمؤسسات هو الإنجاز، الانجازات الأهم لهذه الزمر والاتباع صارت مواعيد انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف وتشكيل حكومة تحتاج أشهرا بل الأكثر مؤامرة على البلاد والعباد تحتاج إلى سنوات مثل لعبة القمار: مين بيربح ومين بيخسر، والوطن والمواطنون خارج كل حساب ولا قيمة لهم وليذهبوا الى جهنم وبئس المصير، ومن هنا أتوجه إلى كل مرشح للرئاسة أن يخرجوا من هذه اللعبة المجنونة التي ضنّا بالبلاد والعباد سوف تقود إلى حرب أهلية تكون دمارا على الجميع، فالوطن وحفظه أولى من كل شيء بعد الله تعالى، والمواطنون هم أهل الوطن وأصحاب الحياة الحرّة الكريمة السعيدة.
فهل من يرعوي ويتبصّر حال البلاد والعباد وحال الدولة والمؤسسات؟! فارحموا من في الأرض ونحن على يقين أن لا يرحمكم من في السماء ولسوف يجازيكم عنا لقد أصبحتم أكثر خطرا من حكم الاستعمار وحكم الانتداب، وللأسف أقسى من الاحتلال والله على ما نقول شهيد.