بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الثاني 2024 12:01ص المحاربون المرتزقة في الجيش الإسرائيلي.. لِمَ يستخدمون؟

حجم الخط
اعتمدت إسرائيل على المرتزقة منذ ان نكبت فلسطين، وقد كان سلاح الجو الإسرائيلي يعتمد اللغة الانكليزية عوضاً عن العبرية، إذ أن أغلبية العاملين في صفوفهم من جنسيات مختلفة من غير اليهود. وفي فيلم بعنوان «مرتزقة في إسرائيل» قال الجندي الكساندر الذي قدم من جنوب أفريقيا أن قيام الدولة اليهودية كان بفضل جنود خارجيين، وعن المرتزقة يقول المستشار السابق للحكومة البريطانية في شؤون الإرهاب جهاد محمود يتم إطلاق مصطلح كمرتزقة على الذين يقاتلون مقابل أجور ويكونون عادة متمتعين باحترافية القتل.
وفي إسرائيل فإن المدنيين الذين يأتون من الخارج للقتال مع الجيش العبري كلهم مرتزقة. لقد نشر المركز الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان تقارير عن وجود مرتزقة في صفوف الجيش الإسرائيلي المعادي يعتمد عليهم في قبل الفلسطينيين. وقد عملت تل أبيب على إنشاء الكثير من البرامج لصالح المنظمات التي تعمل على تجنيد متطوعين لصالحها. ومن أبرز الهيئات الصهيونية التي تعمل وتنشط في هذا المجال، نجد منظمة «محال» التي تفخر بتجنيد ألوف المقاتلين من 37 دولة في العالم أبان الحرب الإسرائيلية - الفلسطينية عام 1948، وتهدف هذه المؤسسة الى تجنيد المتطوعين من خارج إسرائيل وتدريبهم على القتال في صفوف جيشها. ومن المنظمات الصهيونية العابرة للقارات في تجنيد المرتزقة جمعية «سراييل» وتعمل بشكل علني وتقوم بنشر احصائيات للمتطوعين على موقعها الإلكتروني بعيداً عن السرية. ويعتبر برنامج الجندي الوحيد من أكثر ما تعتمد عليه إسرائيل من المرتزقة حيث يعمل على تسليح الأجانب الذين ليست لديهم عائلات في إسرائيل. ويفضّل أن يكون الجندي يهودياً. لكن ذلك ليس شرطاً. تتمتع هذه الفئة من الجنود برواتب مغرية مع الجنود العاديين ويتلقّون تدريبات عسكرية مكثفة. وقد نشرت صحيفة «هآرتس» تقريراً يقول ان الجيش يدفع أجوراً مرتفعة لفئة الجنود الوحيدين (من غير عائلات) ويسمح لهم بالعمل الخاص. وفي أميركا وأوروبا يتم تجنيد بشكل علني، وتتلقّى بعض المنظمات التي تقوم بالتجنيد الدعم من دافعي الضرائب. ويتسم منتسبو برنامج الجندي الوحيد بالشراسة والخطورة ويأتون للقتال اما على أسس عرقيّة أو مقابل مبالغ مالية كبرى. وعلى الرغم من التحفّظ الشديد الذي يحيط بالمعسكرات التدريبية للمرتزقة فإن الصحفي النروجي بايلي سيلفنس نجح في مرافقة بعض المتطوعين النروجيين الى القواعد الإسرائيلية وفي متابعة لقضية المتطوعين ثمّ الكشف ان زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في النرويج كريس كار كانت تتواجد في المعسكر التدريبي وترتدي الزي العسكري الإسرائيلي. وقد كتب عنها في الإعلام النرويجي، لكنها فضّلت السكوت ورفضت الحديث للصحافة عن قضيتها. وفي إفادته قال رئيس فرع منظمة سراييل في النرويج تورك دول انه مسيحي وتطوّع مراراً لصالح الجيش الإسرائيلي، وقال رغم ان منظمتي مدنية إلّا انها تعتبر جزءاً من الجيش الإسرائيلي وتعمل على تحضير المتطوعين للذهاب من أجل مساعدة إسرائيل. وفي حديثه للفيلم الوثائقي، قال تايلي سيلفسن أنه حضر اجتماعات لمنظمات سراييل. وكانت لهجتهم قاسية ولو ناقشتها أي جهة أخرى لصنّفت بأنها تحريض على التطهير العرقي. أما في إطار الحرب الوحشية الصهيونية المستمرة بإبادة الأبرياء في غزة. فقد انتشرت مؤخراً مقاطع مصوّرة لجنود يتحدثون لغات مختلفة وينتمون لبلدان أخرى, وقد ظهر جنديان وهما يرتديان بدلات الجيش الصهيوني ويتكلمون الفرنسية، وقد وجّها رسالة الى النائب الفرنسي توماس بورتس الذي طالب القضاء الفرنسي بمحاكمة الجنود الحاملين للجنسية الفرنسية والمشاركين في جرائم الحرب ضدّ غزة. أما في فيديو آخر يرجع تاريخه الى 21 تشرين الثاني 2023، ظهر فيه جندي وهو يتحدث لكنة أميركية واضحة، أمام عدد كبير من الجنود الإسرائيليين متوعّداً بمحو الفلسطينيين ومدنهم، وقال الجندي حينها، سوف أحرق مدينتهم لأسوّيها بالأرض، أجل سوف أجد جميع جحور الجرذان الذين يختبئون فيها انه موسم الصيد في غزة، وفق تعبيره. ونشر جنديّ آخر مقطعا مصوّراً الشهر المنصرم، كان يتفاخر فيه بعلم بلاده إيطاليا اثناء تثبيته على الزيّ العسكري الإسرائيلي خلال مشاركته في العدوان على القطاع، وأضاف الجندي الإيطالي: علم إسرائيل التي أقاتل من أجلها بفخر وعلم إيطاليا من حيث أتيت، فضلاً عن ظهور مقاتلين وهم يتكلمون اللغة الأوكرانية داخل قطاع غزة اثناء المعارك. ومن ناحية أخرى، اتخذت دول أخرى إجراءات ضد من يقاتل الى جانب الجيش الصهيوني مثل جنوب أفريقيا التي هدّدت في بيان بمحاكمة من ينضم إليهم بتهمة خرق القانون.
فجاء في بيان وزارة خارجية جنوب أفريقيا ما يلي، ان أي شخصا ينضم الى الجيش الإسرائيلي دون الحصول على الأذن اللازم من 22 NCA يعتبر خرقاً للقانون ويمكن محاكمته. كذلك حذّرت المواطنين المتجنّسين بانهم معرّضون لخطر تجريدهم من جنسيتهم الجنوب أفريقية للإنخراط في حرب لا تدعمها البلاد وتتفق معها. وفي هذا الصدد قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافورا ان ما يحصل الآن في غزة هو أبعد من أن يكون غير عادل وتابع قائلاً انها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني والعقاب الجماعي ضد الأبرياء ولهذا السبب ندعو لوقف إطلاق النار، أما الرواتب لمجموعات المرتزقة فقد وصلت، كما قال أحد الجنود الإسبان الذي سبق ان شارك في القتال في أوكرانيا، الى مبلغ /4000/يورو للمقاتل أسبوعياً. لقد نشرت وسائل إعلام غربية تقارير وشهادات عن مشاركة مرتزقة أوروبيين في صفوف الجيش الإسرائيلي في عدوان على غزة وان غاليتهم من مزدوجي الجنسية يتبعون دولا غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي لديها العدد الأكبر منهم. ووفق تقرير لإذاعة أوروبا، الفرنسية بإن فرنسا تأتي في المرتبة الثانية بـ4185 مجندا في صفوف الجيش الإسرائيلي، أما أوكرانيا التي تخوض حربا ضد روسيا فقد كان لها نصيب من مشاركة بعض المرتزقة في الحرب ضد قطاع غزة، بعد توثيق مقتل 7 من المرتزقة الأوكرانيين في حيّ الشجاعية في قطاع غزة.