بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آذار 2023 12:00ص المملكة العربية السعودية بين التأسيس واليوم الوطني

حجم الخط
لا يختلف أي إنسان منصف وموضوعي وعلمي وواقعي، بأن ارض شبه الجزيرة العربية- الحجاز- التي قامت عليها المملكة العربية السعودية انفردت بمزايا وفضائل غير موجودة في أي دولة عربية أو اسلامية أو عالمية في الكون كله، باستثناء مدينة القدس الشريف ولعل الله تعالى اختصها بهذه المزايا ومنها موضع الكعبة المشرفة،(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم).(قرآن كريم) ثم قبلة المسلمين كافة ومكان المقدسات الاسلامية مكة المكرمة مكان محج جميع المسلمين ولا تقوم فريضة الحج الا بالتوجه إليها واتمام مناسك الحج بكنفها دون غيرها، ومكان الحرمين الشريفين وبات لها ميزتين الاولى دينية إسلامية ،مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيت النبوة الكرام وصحابته ،وظهور الدين الإسلامي بمكة المكرمة ثم بالمدينة المنورة وانتشاره عالميا وهذه الفضائل والمميزات هبة من الله تعالى بدأت مع النبي ابراهيم إلى النبي محمد خاتم النبيين عليهم جميعا السلام، وباتت هذه الأرض الطاهرة فوق الجميع وهي شأن الهي وما هو لله فالله وحده ولا يختلف على ذلك أحد من المسلمين أفرادا وجماعات ودول وامبراطوريات والعداء لهذه الأرض الطاهرة هو عداء لله والإسلام وانحراف ينبغي مقاومته، أما ما يتعلق بشؤون الدولة السعودية إنما هو أمر يخص الدولة السعودية وطنا وشعبا ومؤسسات فهذا شأن المملكة ومواطنيها ومليكها وحكوماتها وعليه نقول أعطوا ما لله لله تعالى وما للمملكة فلها ما كسبت وعليها ما اكتسبت .
وليس من السهولة الفصل بين الموقع الديني الذي تتحمله المملكة بأمانة واقتدار وبين المملكة كدولة قائمة بحيث يصبح أمنها واستقرارها والدفاع عنها واجباً دينياً يعزز من اخوة الدين ويشد ازرهم ويرد كيد الأعداء والطامعين مما يصبح الاعتداء على هذه الأرض الطاهرة اعتداء على الإسلام، وهذا ما ينبغي أن يتداركه المسلمون جميعا وتدركه المملكة نفسها باعتبارها دولة وملكا في خدمة الحرمين الشريفين.
وفي هذه الأيام 22 من شهر شباط/ يهل على المملكة حدث تاريخي غير مسبوق هو ذكرى تأسيس دولة السعودية العام1727شباط/فبراير أي منذ 300 عام على يد الامام محمد بن سعود وهو الجد الاول للسعوديين وهو مصدر اعتزاز بتاريخ دولة، وتلاحم شعب وصمود بوجه كل التحديات والتطلع للمستقبل،وجرى الاعلان عنه حاليا بأمر الملك سلمان بن عبد العزيز وهو غير اليوم الوطني لقيام الدولة السعودية الحديثة العام1941 أيلول/سبتمبر يوم اكتمال توحيد المملكة بولاية الملك عبد العزيز والد الملوك الذين تولوا قيادة المملكة بعده تباعا حتى الملك سلمان الحالي أطال الله عمره.
إن أرض الحجاز ،اي شبه الجزيرة العربية، تاريخا وحاضرا. هي الجزء المهم من بلاد العرب،وان للأمة العربية تاريخا موغلا في القدم،وقد لعبت دورا عظيما في نشوء وتطور الحضارة البشرية فهي مهد الحضارات القديمة واولها حضارة نهرية تعتمد زراعتها على الري وازدهرت حضارات أقوام عدة منهم ،قوم عاد، وثمود، ومدين ومنهم النبي شعيب عليه السلام ومملكة سبأ التي اشتهرت بالتاريخ العربي في ارض اليمن وجنوب السعودية، ومدائن صالح نسبة للنبي صالح، وشكلت جزيرة العرب نقطة اتصال وتواصل بين ثلاث قارات،اسيا وأفريقيا واوروبا وهم أساس العالم القديم وحضاراته، والجدير بالذكر أنه لم يكن في بلاد الحجاز قبل ظهور الإسلام دولة بالمعنى القانوني الحالي وانما القبيلة كانت تجسد الوحدة السياسية كقبيلة قريش في مكة وثقيف في الطائف وكان الانتساب للقبائل وليس للمدن، واشتهروا بالتجارة وكانت للقبائل رحلتان رحلة الشتاء لليمن ورحلة الصيف الى بلاد الشام.
واليوم يفخر السعوديون ملكا وولي عهد ناشط وشعبا بالذكرى الثانية لتأسيس دولتهم قبل 300/عام، وان هذه المناسبة لديهم تعبير عن حجم الجذور الراسخة للسعودية وولاء وارتباط مواطنيها الوثيق بقيادتها منذ التأسيس الأول والى الأن، وهذا يؤكد قوة الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وان جهد حكامها واولوياته هو توفير الأمن وتحقيق العدل والمساواة والقضاء على الفوضى والتشرذم وإقرار القانون والحفاظ على الخصائص للدولة بوحي ملحمة التأسيس وإقامة دولة ذات اعتبار قوة بسطت سيادتها على معظم أقطار شبه الجزيرة العربية ووحدتها في إطار دولة واحدة وشعب واحد في إطار الأمة العربية الواحدة في مسارها ومصيرها. ويفخر السعوديون أن دولتهم كانت عصية على أي حكم استعماري من اي جهة كانت أن يطالها ولا أي معاهدة تقسيمية كتلك التي وقعت في براثنها دول شقيقة في المنطقة وعلى مواطنيها، وان دولتهم هدد وجودها ما كان يعرف بالخلافة العثمانية وهي بأوج قوتها إلى حين ضعفها ونعتها بالرجل المريض وتقسيم البلاد العربية التي كانت تحت سيطرتها ونفوذها عقودا طويلة، ولا ينسى السعوديون محاولات إضعاف دولتهم وخلال ثلاث مراحل زمنية أصابها شيئ من الضعف وكانت في كل مرحلة تنهض بأقوى مما كانت إلى أن أصبحت الآن دولة عربية ذات مكانة مرموقة مع اشقائها الدول العربية كما أعطاها الجانب الديني الإسلامي ورعايتها وخدمة الأماكن المقدسة ومواسم الحج التي يفد إليها الحجاج المسلمون من كل بقاع الأرض موقعا دينيا قياديا في العالم الإسلامي كله ومكانة عربية محمودة لدى باقي الدول العربية ومواطنيها والدول الإسلامية .
بناء على ما تقدم، فإن للمملكة العربية السعودية، مقدسات إسلامية، وشعبا عربيا مسلما، ودولة وازنة مكانة عالية لدى كل عربي ومسلم، وهي واحدة من الدول العربية الكبرى إلى جانب مصر وسوريا والجزائر ومع بقية الدول العربية الأخرى، وهؤلاء جميعا يشاركون المملكة احتفالاتها بتأسيس دولتها وباليوم الوطني لها ويتمنون لها مزيدا من الأمن والأمان والتقدم والازدهار
- نأمل من مملكة الخير ومن الدول العربية جميعها تعزيز العلاقات الأخوية العربية واعلاء حالات التضامن والتعاون والسعي الجدي لمساعدة سوريا في محنتها الناجمة عن الزلزال وإعادة التعمير والبناء لكل ما تهدم ووقف تعليق عضويتها بجامعة الدول العربية ووقف كل اشكال المقاطعة معها.
- ان الإخوة العربية تقتضي إنهاء الحرب الدائرة بين اليمن والمملكة وهذا كفيل بوضع حد للتدخلات الاجنبية في الشؤون العربية.
- إعادة البوصلة العربية الرسمية إلى فلسطين ودعم نضالاتها البطولية واسترداد حقوقها في استعادة وطنها المحتل من الصهاينة المعتدين.
- العمل الرسمي العربي إلى تطبيق كل قرارات القمم العربية وقرارات قمة الجزائر الأخيرة.
- مطالبة الأمم المتحدة بموقف عربي واحد وتطبيق قراراتها وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني.
لمملكة الخير كل التهنئة بالمناسبتين الهامتين المذكورتين وادام الله عليها وعلى شعبها العربي المسلم كل العزة والمجد والفلاح. وأخيرا أجدد الدعوة والرجاء لكل من المملكة والجمهورية الإسلامية الإيرانية السعي بما سبق وطلبته عبر مقال طويل منذ أكثر من سنتين بإصلاح ذات البين بينهما طبقا لقواعد الشرع الإسلامي والحديث الشريف قال تعالى:(إنما المؤمنون إخوة)،والمسلم اخو المسلم أحب ام كره والعمل المشترك لإنهاء حرب اليمن بما يحفظ الحقوق والكرامات.