بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 أيلول 2023 12:00ص اليوم الوطني السعودي.. التحدّيات والإنجازات

حجم الخط
يحلُّ اليوم الوطني السعودي، من كل عام، في الثالث والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر. تكتسي فيه أرض المملكة، حلّة بهيجة. تقام فيه المهرجانات والعروض التراثية، تذكيرا وتنويها بدورها العظيم في تنشئة الأجيال، وفي الحفاظ على التراث وعلى الريادة والتطوير والتحديث في آن.
العيد الوطني السعودي هذا العام، له اليوم بُعده العالمي، بفضل الأعمال والنشاطات والتوجيهات الدؤوبة، والتي تجري على قدم وساق، بروح من التجدّد والتجديد، برعاية ولي العهد الشاب، سمو الأمير محمد بن سلمان، وتحت أنظاره، منذ وصوله إلى موقع القرار، حتى ليبدو لنا، أن كل شيء يتجدد في المملكة العربية السعودية، السعيدة بشعبها والسعيدة بالإنجازات وبالطموحات التي حققتها، وكذلك أيضا بفاعلياتها في التحديات التي واجهتها وتغلبت عليها، وقد كانت عظيمة وصعبة، على دولة يافعة، في عمر المملكة.
فعلى مستوى العلاقات الخارجية، يبدو لنا محمد بن سلمان، مرتاحا جدا، كما المملكة المباركة، لتحقيق «صفر مشاكل»، مع جميع دول الجوار الإقليمي، ومع جميع الدول في العالم. فهو زائر دائم للعواصم الكبرى والصغرى، ومرحّب به حيثما تحطّ طائرته، وحيث تطأ قدماه، وحيث ينزل، من العواصم جميعا، التي يهديها وصوله إليها طاقة إيجابية، ما كان لها أن تعرفها من قبل: يبسط يد المصالحة، ويبسط يد الخير، ويبسط يد التعاون في جميع المجالات، وبكل جرأة، بلا عقد قديمة أو جديدة. ويعقد الإتفاقات الشجاعة في التعاون الخيري، وفي التعاون على الخير، حينما يوقّع على أي قرار، حينما يوقّع على أي إتفاق.
فقد شهدت البلاد السعودية، تطوّرا جديدا هذا العام، من خلال حملة الانفتاح والترحيب بكل يد ممدودة للمملكة. ولذلك باشرت المحركات السعودية عملها في كل إتجاه، خصوصا في البلدان التي تشهد موجة من الحروب منذ أعوام، وذلك ضمن سياسة هادئة وعاقلة وحميدة، لوضع حد لها، ولجلوس الأطراف المتنازعة إلى طاولات التفاوض لحل النزاعات، وإعادة الإعمار للبلاد المتضررة، وإطفاء نيران الحروب، وذلك على ضوء برنامج «غسل القلوب»..
وأما في داخل المملكة، فتتحدث الإنجازات عن نفسها، من خلال أعمال العمران والإنشاءات الضخمة، والمتمثلة في بناء ثلاث مدن عصرية وعالمية، منفتحة على الحداثة. وذلك ضمن مشروع عالمي ضخم، ينقل المملكة، ومعها بلدان الخليج العربي، إلى مستويات راقية من الحضارة العالمية العظمى، المعاصرة والمستقبلية. وكذلك من خلال متابعة البرامج الإسكانية في طول البلاد وعرضها. ومن خلال النهوض بالمؤسسات الوطنية، حتى تكون دائما على أهم جهوزية، في موكبة الحياة المتطورة، وفي مواكبة الحداثة والإنجازات العلمية.
وباشرت التوجيهات الجديدة، تفعل فعلها، في الحياة الإجتماعية. فلا إكراه على أي شيء، خصوصا، إذا ما كان يعرقل النمو والحداثة. لأن هذين الإقنومين، يتقدمان كحلم بدأ في التحقق داخل المملكة، بلا خوف وبلا حذر، وكذلك بكل نشاط وقوة. فالجهات الساهرة على تحقيق النمو والحداثة، هي في المرصاد، تتابع عن كثب التقدّم الملموس على هذا الصعيد، وتمنحه فرص الإنجاز بسرعة البرق من خلال التوجيهات، وكذلك من خلال الدعم المالي واللوجستي، ومختلف أشكل المتابعة، على الصعيد الدولتي الممكن والحديث.
وتتابع المملكة كل يوم دعوتها لعقد المؤتمرات الإقليمية والعالمية، لأجل وضع حد للنزاعات، وكذلك لأجل عقد الإتفاقيات المساهمة في الإنفتاح على جميع الأسواق. وهي لا تدع مناسبة تمرّ، لعقد مؤتمر هنا، أو للمشاركة في عقده في مؤتمر هناك، أو لتلبية الدعوة لحضوره بفاعلية عظيمة، لأن السياسة الخارجية للمملكة بتوجيه من ولي العهد، يجب أن تمتلك جميع شروط الانفتاح، وجميع مفاتيح النجاح.
إن الإنفتاح على عالم الفنون، كما على عالم العلوم، يبلغ اليوم أعلى المستويات. فالهيئات الناظمة للكشف عن جميع الوجوه التراثية، وإبراز معالمها، قد خطت خطوات واسعة في هذا المجال. فقد تم الكشف عن المدن التاريخية القديمة، وكذلك عن الدروب القديمة، وعن القلاع وعن القصور.. وهي تحفر كل يوم، في أكثر من منطقة، لتصل شبكة العلاقات القديمة ببعضها، للبرهنة عن دور المملكة التاريخي في صناعتها. وفي كل يوم يمرُّ، تقف البعثات العلمية على كشوف جديدة، وعن لقى جديدة، فتقدّمها للرأي العام الوطني والعربي والإسلامي والعالمي، بكل جدارة وبكل ثقة.
كذلك نرى العمل جاريا بكل قوة، في سياقات أخرى: الرياضية منها والغنائية والموسيقية. وكذلك في فنون السينما والرسم والتشكيل الفني، فنرى الإجماع العالمي حولها، ونرى التعاون والتآزر، مع جميع البلدان، على كافة الوجه، وفي كافة الأنشطة، بلا تهيّب، ولا إحتراز وبروح من المسؤولية الوطنية الشجاعة والسمحاء والكريمة.
وأهم الإنجازات التي تواكب اليوم العيد الوطني للمملكة العربية السعودية، وبتوجيه خاص من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، هو إيلاء الجامعات أولوية خاصة، إن من حيث بناء المجمعات الجامعية، أو من حيث تطوير المناهج والبرامج التعليمية. وهذة النهضة هي برأينا أم المعارك التي يقودها محمد بن سلمان، وهي خير مواكبة للعيد الوطني السعودي، بعد الأخبار المجيدة التي يتردد صداها، في جميع البلدان، أن الشباب السعودي الجامعي والمتعلم، تماما كما الشباب السعودي الرياضي، هو اليوم في العيد الوطني، هذا العام، على أعظم ما يكون من الإستعداد لتحقيق أحلام المملكة في التحديث وفي التنمية المستدامة على حد سواء.
ففي اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، لا بد من توجيه التهاني لقادتها. كما لا بد من التنوير، على الإنجازات كما التحديات التي واجهتها. فكان لولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان الباع الطولى في الإثبات، أن المملكة تستحق أن تنقل الشرق الأوسط، إلى المعاصرة والحداثة، وان مثل ذلك لهو هيّن عليها، وفي حقل الخبرة والإستطاعة، وذلك من خلال الإصرار الدؤوب على الإنجازات الوطنية المستدامة. 

* أستاذ في الجامعة اللبنانية