بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 شباط 2023 12:00ص انتخابات اتحاد العائلات البيروتية المنتظر

حجم الخط
دخل الاتحاد مرحلة الترشيح لعضوية الهيئة الإدارية والرئيس ويليه الاقتراع في الزمان والمكان المحددين من الأعضاء الذين سددوا اشتراكاتهم وبلغ عددهم 85 عائلة من أصل 93، والشعور السائد لدى غالبية العائلات يريدون لائحة توافقية وتجاوز التجاذبات والمشاحنات والأنانيات وإسقاط كل عوامل الفشل السابقة والأنانيات المفرطة عند هذا أو ذاك أو هذه الجهة أو تلك. ولا شك أن الاحتكام للديمقراطية والإختيار الحر هو الأسلم, غير أن المرحلة الخطيرة التي تمرُّ فيها البلاد والعباد ومنها بيروت العاصمة والعائلات البيروتية واختيار الرجل المناسب للمهمة المناسبة، وتفعيل دور الاتحاد ووضع برنامج العمل اللازم والمطلوب للنجاح وذلك بالإدراك الفعلي لدى كل عضو للمسؤوليات الجسيمة التي تقع على الاتحاد خاصة في هذه المرحلة التي يتفكك فيها الوطن والفوضى العارمة الهدّامة والمستقبل الأسود الذي تبشّرنا به منظومة الحكم.
أولا: في تفعيل دور الاتحاد:
- اتحاد العائلات البيروتية إنجاز كياني مهم بقدر ما يستجمع عناصر قوته.
- اتحاد العائلات لديه نعمة وقيمة وطنية وإنسانية عالية بقدر اهتمامها وعطاءاتها وتفاعلها برسالته - إيمان عميق بالرسالات السماوية الخالدة بلا تعصب أو تطرف أو غلو. - وطنية سمحة عمادها، الانصهار الوطني والعيش المشترك بين جميع مكونات اللبنانيين - عروبة حضارية جامعة - تصحيح دائم في المسار، ومساءلة النفس - التضامن والتعاون والتكامل في المسؤوليات وبين جميع الأعضاء - الاخلاص الصادق لأهداف الاتحاد ودوره والتفاني للمهام المناطة به - الابتعاد عن التبعية والمصلحية والمحسوبية السياسية وغير السياسية لأي كان وأن تكون مرجعيته العائلات، الأعضاء، فقط صاحبة القرار والشأن، خاصة في الأمور الوطنية الكبرى وفي الاستحقاق الانتخابي، النيابي والبلدي وأي موقع آخر، - أن تكون أولى اهتمامات الاتحاد بيروت العاصمة وأهاليها في كل نواحي عيشها ووجودها ودورها في استعادة حقوقها المهدورة بفعل السياسات السابقة الخاطئة لتعود كما كانت قاعدة اقتصادية بأسواقها التي انتزعت منها، وتعليمية بجامعاتها ومدارسها التي رحلت عنها وبمستشفياتها التي أقفلت وأهملت وبدورها الثقافي الذي غيّب منها النوادي والمراكز الثقافية والفنون والمسارح والصحافة والمكتبات والشعراء والأدباء الذي جعل من بيروت سيدة العواصم العربية.
وعلى صعيد عائلاتها تسمية لجنة مؤهلة وقادرة ومتمكنة من فض الخلافات السائدة في كثير من العائلة الواحدة لأسباب واهية او لبعض حقوق ارثية زائلة واعتماد الصلح والتصالح بين العائلات فيما بينها وبين الأهل والأقرباء والجيران وأهل الحي الواحد والزاروب الواحد والمنطقة الواحدة والتركيز على الموقف الأكثر ضررا وهو مغادرة العاصمة إلى مواقع سكنية أخرى أصبح التواجد البيروتي فيها كثيفا مما ساهم ويساهم في إفراغ العاصمة من أهلها وإضعاف دورها وكأن مؤامرة خبيثة حلّت عليها.
بمثل هذه المفاهيم والتصحيح يكون لاتحاد العائلات البيروتية دور مهم وفاعل ويلقى التأييد من العائلات البيروتية ومن سكان بيروت ومن الوافدين إليها من مواطنين لبنانيين وعرب وأجانب.
ثانيا، في مواقع المسؤولية/ الرئاسة، عضوية الهيئة الإدارية والمواقع الأخرى: أن العمل التطوعي المجاني للخدمة العامة هو من أنبل الأعمال وكل موقع عائلي أو مجتمعي أو وطني أو سلطة يحتاج الى قيادات ذات مواصفات قيادية تتميز بشجاعة الموقف، باتخاذ مبادرات ناجحة، الإلمام بالمسؤولية ومتطلباتها من جهد وعرق وتعب ومتسع من الوقت أشبه بالتفرغ للمهمة التي ارتضاها وتكون أمانة في عنقة أمام الموقع وأهله وأمام الله تعالى يسأل عنها، واتحاد العائلات كأمثاله يحتاج إلى رئيس تتوفر فيه هذه الصفات رئيس همام لا تفتر همّته ولا يتوقف عن العطاء الدائم والنشاط المستمر وذات علم وثقافة وتجربة في إدارة المؤسسات وقدرة على حل المشاكل وإيجاد الحلول الناجعة لها وتحويل الاتحاد إلى خلية عمل وتواصل وتفهّم وتفاهم، كما أن مسؤولية عضو الهيئة الإدارية لا تقل عن موقع الرئاسة بالعمل والعطاء والتفاني والتضحية مهما كانت والسعي والمتابعة الجدّية للأعمال والنشاطات المطلوب إنجازها، وعلى كل من لا يجد نفسة قادرا على هذه التضحيات فليترك الموقع إلى غيره والمسؤولية للقادرين على حملها والتفرغ لها والتفاني من أجل نجاحها، فمواقع الخدمة العامة مهما كان شأنها ليست للاستعراض ولا للكسب الشخصي أو الذاتي أو المصلحي وليست جسرا لمآرب أخرى، وهكذا يتحقق النجاح المطلوب. وهنا نعود للاسترشاد بسير الكبار من الآباء والأجداد الذين عاشوا لخدمة مواطنيهم وهم كثر بيروتيا وفي مقدمتهم الشيخ الكبير عبد القادر قباني الذي أسس وبنى وأوجد أهم جمعية لبنانية إسلامية منذ 140 عاما هي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ودورها المتعاظم الذي ما زال ساريا في المجتمع الإسلامي واللبناني، وحولنا ماضيا وحاضرا الكثيرين ممن أعطوا وبنوا وكافحوا وجزاؤهم عند ربهم كبير ان شاء الله تعالى.
ثالثا، في البرنامج والتوجه العملاني: كل إطار قانوني مسؤول جمعية كانت أو اتحاد أو مؤسسة أو موقعا سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا يحتاج إلى برنامج عمل محدد في توجهاته وأنشطته المزمع إنجازها وأولويات وضرورات أعماله وهذا أمر متروك للهيئة الإدارية العتيدة لوضعه، فأهل مكة أدرى بشعابها، لكني ألفت النظر أن ما تتخبط به البلاد من انهيارات على كل المستويات والمؤسسات وتفكيك لمقومات الدولة ومعاناة العباد من مجاعة وفقر وإذلال وحجز مدخرات وودائع وبطالة وهجرة غير مسبوقة وقد طالت هذه الحال المأساوية المواقع الشعبية من أحزاب ونقابات وفعاليات وتكتلات وطنية الكل بات شبه غائب وتمتد قوى ما يسمّى المجتمع المدني المعروفة منها وغير المعروفة للدفاع عن مطالب الناس فضلا عن القفز الطائفي والمذهبي والفئوي بين الطوائف اللبنانية منهم من يتخفى بمخططاته بحقوق طائفته والزعم باسترداد صلاحيات مفقودة وآخر بهيمنة على مواقع البلاد واستفرادا بما يحقق مقولة الأمر لي وآخر يتحدث عن حالات التهميش وإضعاف دوره في مراكز الدولة وعرقلة أعماله بل والتطاول على المسؤولين فيها ظلما وعدوانا، ان كل هذه المآسي ستفرض مهام على اتحاد العائلات ومطلوب منه في هذه الظروف البالغة الخطورة أن تكون المهام المطلوبة أكبر من تلك التي تحملها عادة الجمعيات وأقل من المسؤوليات والمهام المختصة بالأحزاب السياسية. بناء عليه، ينبغي على هذا الاتحاد ولو بصورة اضطرارية ومؤقته أن تكون مهامه ومسؤولياته الوطنية أكبر من عمل اتحاد عائلي وأقل من مهام حزب وأن يتحلّى دائما ويتمسّك بعوامل النجاح وإسقاط كل عوامل الفشل والتأهيل بقشور القضايا أو بأمور شخصية وأنانية وسيادة الأنا وأن يكون تواجده ومتابعته لقضايا بيروت هي القضية وهي النضال الحقيقي المطلوب لحماية الوجود الوطني اللبناني برمّته وإعادة السيادة للدولة اللبنانية أصلا وإعادة الروح لسيادة القانون والدستور وتطبيقاته كما في كل دول العالم، وهذا ما أراه التزاما بحماية وطن أردناه رسالة أخوية في محيطه العربي وعاملا لتضامنه ووحدته. فهل نحن قادرون؟! ومن يتوكل على الله فهو حسبه والله ينصر من ينصره وما النصر إلا من عند الله.