في أوّل أيام السنة الجديدة، ذهبت صباحاً كعادتي، لأتنشّق هواء بيروت، قرب كورنيش عين المريسة وصولاً إلى الروشة.. الناس يمشون، يركضون، يصطادون ويضحكون بطاقة إيجابية، تحمل معها الأمل بعام جديد، تكون خلاله نهاية الوباء، ونهاية أزماتنا المتعدّدة من مالية اقتصادية إلى صحية إلخ...
الجميع يدرك ومقتنع بأنّ الحل آتٍ في حال قرّرت الدول التي تحدد مصير المنطقة بأكملها مساعدة وطننا الغالي على قلوبنا جميعاً...
هواء بحر بيروت كان هادئاً مطلع العام، مُعلناً هدوء العاصفة، وداعياً الجميع إلى التعاون لإنقاذ هذا البلد. ..
خلاص لبنان بأيدينا ووعينا وإدراكنا جميعا أهمية القيم الإنسانية والأصالة اللبنانية التي تربّينا عليها بضرورة النهوض مُجدّداً مهما بلغت الآلام والصعاب.
وفي هذا اليوم تحية لأرواح شهداء تفجير المرفأ ولأهاليهم.. الذين يطالبون بمعرفة الحقيقة كاملة.. وتحية لكل اللبنانيين الصامدين المؤمنين بأنّ هذا الوطن لنا جميعاً.. ولن نتخلّى عنه، وأنّ الثقافة والموسيقى والفرح والعلم وحمل راية المحبة والسلام في بلد القدّيسين ستتفوّق على لغة العنف والدمار...
أعاد الله أيام الخير على لبناننا وأهله بالصحة والسلام، آملين بتكاتفنا وإيماننا أنْ ننهض مجدّداً، ونخلّص بلدنا رغم كل الصعاب.