بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 نيسان 2023 12:00ص بين العاطفة والبراغماتية

حجم الخط
لقد أيقنت الولايات المتحدة وحلفائها انها لن تتمكن من تحجيم حزب الله عسكرياً وسياسياً، رغم كل محاولاتها منذ عام 2000:
- غزو العراق عام 2003.
- إغتيال الرئيس الحريري عام 2005.
- عدوان تموز عام 2006.
- لغاية الحصار السياسي والاقتصادي.
 بعد ذلك قررت التركيز على حلفاء هذا الثنائي وخاصة التيار الوطني، فقامت بفرض عقوبات على الوزير جبران باسيل رغم ان هناك فاسدين أكثر منه وأقدم منه.
تقرير أميركي صدر عام 2021 يشير ان عام 2022 هو بداية التغيير وليس التغيير.
عام 2018 حصل حزب الله على الأغلبية النيابية التي خسرها لاحقاً في إنتخابات 2022 بسبب الإستراتيجة الأميركية تجاهه والمليارات التي صرفت على ذلك.
المسعى الأميركي - الفرنسي الجاري العمل على تحقيقه هو تخفيض عدد نواب حلفاء حزب الله في إنتخابات 2026.
ليصلوا الى نتيجة يصبح تمثيل حزب الله في برلمان 2030 ضئيل جداً ولا تأثير له.
الحروب الناعمة هي الحروب الحالية وسلاحها الإقتصاد والحصار.
نائب وزير الخارجية الأميركية الأسبق ديفيد هيل قال في مداخلة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ان الإدارات الأميركية المتعاقبة أنفقت في لبنان، منذ 2005 الى الآن، عشرة مليارات دولار على «القوى المسلحة ومنظمات المجتمع المدني».
في حين تقول الأرقام أن سقف ما تمثله المساعدات الأميركية للجيش اللبناني يبقى تحت سقف 4 مليارات كحد أقصى.
بذلك تكون واشنطن قد أنفقت 6 مليارات دولار على ما أسماها «هيل» بمنظمات المجتمع المدني NGO.
فأين ذهبت هذه الأموال؟..
لماذا هذا الحماس الفرنسي لسليمان فرنجية وأكيد بضوء أخضر أميركي.
أميركا وفرنسا تدركان انه لا حل في لبنان إلا بالتفاهم مع حزب الله، والوحيد القادر على تأمين هذا التفاهم هو الوزير فرنجية.
كما ان فرنسا بحاجة الى هيمنة إقتصادية على لبنان والاقتصاد يحتاج الى هدوء أمني خاصة في جنوب لبنان ولا يمكن إرساء هذا الهدوء إلا بوجود الوزير سليمان فرنجية القادر على مخاطبة حزب الله مباشرة.
أما روسيا التي تسعى عند السعودية لتسهيل وصول فرنجية فسبب ذلك هو تحصين الإنجازات التي قامت بها في سوريا وتريد ان ترى تقارب لبناني - سوري ولا تريد حكم في لبنان يكون مصدر إزعاج لسوريا في الوقت المشغولة هي به بصراعها مع أوكرانيا.
البراغماتية الأميركية - الفرنسية، تسعى لإختيار رئيس حكومة يدور في فلك أميركا وحلفائها، إستخراج الغاز والنفط، إتفاق مع صندوق النقد الدولي سوف يغير مزاج الشارع العام حتى الذي يسمّى ببيئة المقاومة سيظهر حزب الله انه هو الذي تسبب في كل مأساة اللبنانيين وأن رئيس الحكومة السُنّي والذي يدور في فلك أميركا وحلفائها هو القادر على إنقاذ لبنان بدعم دولي سياسي وإقتصادي.
كل ذلك سوف يؤدي الى إضعاف حزب الله سياسياً خاصة بعد ان يكون تم التفاهم معه عبر الوزير فرنجية على الإستقرار الأمني والعسكري وذلك سوف يشغله سياسياً بعد أن يتم تجميده عسكرياً، لأن الحروب لن تعد عسكرية بإنتظار المعركة الكبرى.
الخاسر الأكبر من ذلك هي الأفرقاء المسيحيين حيث ان التسوية بدأت سواء بوجودهم أو بغيابهم وعليهم الإسراع لحجز أماكن لهم وإلا نحن أمام سيناريو 1988 وسين - سين جديدة دون وجود عسكري.
وعندما تأتي كلمة السّر ستبيض وجوه وتسود وجوه وتخضع الأغلبية لها.
العالم يتغيّر ونحن في لبنان ما زلنا نعيش صراع والدي أقوى من والدك...