بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تشرين الأول 2018 12:00ص حسان طبارة حمل رسالة الحق بكل ضمير وتفانٍ

حجم الخط
عرفته رفيقاً ومناضلاً قومياً في صفوف حركة القوميين العرب، تميز بالصلابة في العقيدة والمرونة في التعامل، دائماً في أول الصفوف بالتصدي لكل المشاريع الرامية إلى الهيمنة على المنطقة ولبنان فكراً وعملاً، وكانت فلسطين عنده البوصلة، والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان الطريق للبناء والتقدم.
فهم المحاماة رسالة حق للدفاع عن الحق، ونداء الحقيقة لإزالة الحجاب عن وجه الحقيقة، وسلطان العدل يقف في وجه الظلم، وتنبه العين الساهرة عن العين الغافلة، ونطق الكلمة الواقية.
حسان طبارة من مدرسة الأساتذة الكبار الكبار، مارس المهنة وفق هذا المفهوم الذي سار عليه طيلة حياته المهنية.
إن تدرجك يا زميلي حسان في مكتب المرحوم معالي الأستاذ محمد الجارودي العالم القانوني، العامل في خدمة مجتمعه، وصاحب الفكر العروبي والإصلاحي من المدرسة الصلحية أعطاك الإيمان الراسخ للخدمة العملية بالحقل العام وللممارسة المهنية بأعلى درجات من المناقبية في حمل رسالة المحاماة.
لن ننسى ما توصلت اليه من نجاح في القضايا التي وضعت بين يديك طيلة فترة ممارستك للمهنة والتي تجاوزت الستين عاماً.
وعلى هذا النهج عملت كمدرِّج لكوكبة من الزملاء المحامين منهم القاضية ومديرة عام وزارة العدل لاحقاً ميسم نويري والقاضي في مجلس الشورى الدولة لاحقاً محمد طلال بيضون، وزينة طبارة، واحمد بركات، ويحيى علاء الدين فكنتَ مثال المعلم والموجه، والمحامي الملتزم، ترفض رفضاً شديداً استعمال العبارة التي قد تحمل على التجريح أو الإساءة للخصم، تعاملتَ مع المتدرجين بكل الاحترام والمودة والأبوة الروحية.
أحببت زملاءك فبادلوك المحبة والاحترام. حسان طبارة أنت من عائلة كريمة آمنت بتطوير مجتمعها اللبناني والعربي فساهمت مساهمة فعلية بنضالك الهادف أثناء عضويتك في الهيئة الإدارية لجمعية متخرجي المقاصد الإسلامية التي كانت من أركان قيادة العمل الوطني في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وبقيت لآخر يوم من حياتك عضواً في مجلس عمدة دار العجزة الإسلامية، وشغلتَ منصب أمين سره، وعملتَ بقناعة بأن أعمال هذه الدار هي من الأعمال المثمرة في العمل الخيري، ومجتمعنا بحاجة لما تقوم به من مهام، نم قرير العين، فأسرتك وأصدقاؤك ومحبيك سوف يتبنون وصيتك للعمل على تطوير كل المؤسسات الخيرية في مجتمعنا لتستمر ويستفيد منها اكثر عدد ممكن من المحتاجين اليها، وان تعتمد على التضامن والتكافل الاجتماعي بأوسع شريحة شعبية بدل أن يحاول أن يستغلها أصحاب المال السياسي.
حسان طبارة لن ننسى طيبة أخلاقك والتزامك بآداب المهنة وتراثها، سلامنا نرسله معك إلى أخيك المرحوم عمر الإداري بامتياز المكافح ضد الفساد والفاسدين في الإدارة العامة اللبنانية، رفيقنا في مجلس عمدة مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية، وستبقى معنا أيها الراحل الكبير مع الأجيال القادمة بفكرك وعملك وروحك الطاهرة، فإلى جنات الخلد مع الصديقين والأبرار.
 
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب.