بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 نيسان 2023 12:46ص دول الأمة العربية على الطريق الصحيح نحو نهوض جديد

حجم الخط
نجد في هذه الآونة السوداء من حال أوضاعنا العربية التي امتدت من تاريخ الغزو الأميركي المجرم لدولة العراق في ٢١ آذار/مارس ٢٠٠٣ إلى التاريخ الحالي المماثل ٢٠٢٣ نشاطا إعلاميا غير مسبوق بمناسبة مرور 20 عاما على غزو العراق، وما نقرأه ويروّج له يستفز المشاعر والكرامات ويبعث في نفوس الأحرار العرب وكثير من المسلمين الاشمئزاز والغضب الساطع، ويلوح في الأفق العربي الرسمي وبعض الإسلامي السؤال العجيب الغريب الذي لا ينمّ عن أدنى درجات الحياء والاستحياء ويحمل في طياته لبعض العرب والمسلمين شبهة الخيانة، ماذا وراء هذه الحملة الإعلامية بالذكرى العشرين للغزو الأميركي للعراق؟ وما هي استهدافاتها سواء من الدولة الغازية أو من عرب وغير عرب ومن هؤلاء كانوا مشاركين بفرق من جيوشهم بالحرب على العراق وعلى شعبه العربي المسلم بأغلبيته وعلى حكومته ورئيسه الذي نقرّ بخطيئته الكبرى باحتلال الكويت ورفضه نداءات رؤساء عرب وأصدقاء لثنيه عن هذا التصرف المشين والهجين والخروج من الكويت البلد العربي مع إخوانه في دول الخليج بدعمه في حربه غير العادلة مع الدولة الإيرانية، والتي كانت من تخطيط الولايات المتحدة الأميركية بإشعال الحرب بين الدولتين الجارتين والإسلاميتين من أجل التخلص منهما معا، العراق وجيشه الموصوف بقوته العسكرية المعهودة والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قامت بثورة شعبية على أنقاض نظام ربط نفسه بالمستعمر الصهيو-أميركي المعادي لشعوب المنطقة العربية والشعب الإيراني.
لقد اعتمد الغزاة وقادة أميركا على نشر أكاذيب وأباطيل ساقوها ضد العراق بزعم امتلاكه أسلحة الدمار النووية وقاموا بجريمتهم تحت هذه الأكاذيب والأباطيل، وجاء الغزو العراقي للكويت ليزيد من مبررات غزو العراق وهكذا كان وأمام صمت دول عربية وإسلامية ودول صديقة للعرب تمّت عملية الغزو وما رافقها من تدمير الدولة العراقية وإخضاع جيشها وتسريحه بما فيها القوى المسلحة من شرطة وقوى أمنية وخلق نزاعات شعبية عراقية مما دفع مراكز دينية مشهود لها بمقاومتها المعتدين بإصدار فتاوي دينية بعدم رفع السلاح بوجه المحتل في حين ان مقاومة الشعب العراقي بكل مكوناته الدينية والطائفية قد تصدّت لمقاومة المحتل واستمرت المقاومة متصاعدة إلى أن أجبرت المحتل على الخروج من العراق، وكانت مقاومة الشعب العراقي تقاتل المحتلين وحيدة بدون سند عربي وبدون مجموعات شعبية أو حزبية أو إرسال نجدات مقاومة أو غير مقاومة وجاء اعدام الرئيس العراقي صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك دون أي اعتبار لحرمة العيد أو مكرمة لرئيس خدم وطنه وشعبه وحمى العراق وشعبه من فوضى عارمة ونشوب حروب ونزاعات طائفية ومذهبية وسلطوية بين قواه المليشياوية وقوى التطرف والتي ساهمت بتدمير العراق أيضا.
أميركا تحتفل بذكرى مرور 20 عاما على جريمتها بغزو العراق والإطاحة بدولته في عملية تخويف وتذكير لمن تعتبرهم أعدائها وهم معظم العرب وإيران، لهذا أطلقت العنان الإعلامي عن الغزو ونتائجه وهناك بعض الإعلام العربي عن قصد أو غير قصد وبسوء النيّة أو بكاء على الأطلال، وهذا اعتراف بالخزي والعار لأننا لم نسمع ولم نرَ مواقف عربية أو من دول صديقة تدين ذاك الفعل الأسود لأميركا وتطالب بمحاسبة أميركا على إجرامها وعلى المجازر الهائلة التي ارتكبها جيشها الاستعماري بالشعب العراقي العربي والمسلم والأخ والجار ومن الثوار والمليشيات المحتشدة داخل الأوطان العربية والتي تتقاتل فيما بينها من أجل السلطة والتسلط ولا شيء غيره والباقي مما نراه من أمثال هذه القوى مجرد شعارات للتمويه والتضليل، لا أحد من كل هؤلاء دولا أو زعامات أو جيران أو أصدقاء من طالب بمحاكمة أميركا على غزوها العراق وشعبه وإعدام رئيس البلاد، لم نسمع أحدا طالب أميركا بالتعويض للعراق وأهالي الضحايا والمعتقلين وكأن مقاضاة أميركا ومحاسبتها على جرائمها ممنوع وهذا المنع ممتد لربيبتها إسرائيل على كل جرائمها بحق الفلسطينيين والعرب, وأميركا هي فقط من تعاقب والدول المعاقبة تستجيب وعقابها يمتد إلى أحزاب وشخصيات ومؤسسات وتحديدا عربية وإسلامية، أميركا تقتل وتدمر وتغيّر أنظمة وتقضي على حكام وتأتي بآخرين وتعمل فتن طائفية ومذهبية وانقلابات ديمغرافية وسكانية حتى جمعيات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بالكاد تصدر بيان كرفع عتب وعندما يكون الضرر واقع على الكيان الصهيوني تقوم الدنيا ولا تقعد وتفرض أميركا عقوباتها الظالمة، أليس هذا ما حصل حول تفجير طائرة لوكاربي  ودفعت ليبيا ملايين الدولارات لأميركا وأهالي الضحايا هذا عن المعروف والذي نشر إعلاميا ولا أحد يدري عن غير المعروف من وضع اليد على البترول الليبي أو العراقي أو الخليجي وهنا المأساة يا عرب، ما جرى ويجري علينا كعرب وما أصاب وطننا لبنان من زمرة حاكميه تمكّن من تفكيك البلاد وكأن ما يجري أشبه بلاعبي كرة القدم والحضور هم الزمر الحاكمة تتابع مجريات اللعب وكل الحاضرين كلّ يصفق لفريقه، لحزبه، لطائفته ولمذهبه ولا يهم أن وصلت الأمور إلى حروب أهلية بين أبناء الوطن الواحد، وما حصل هذا الأسبوع من فعل ورد فعل حول توقيت الساعة يوضح إلى أي إسفاف وصلت السياسة وكاد لبنان ينفجر من جديد بحرب بل قلْ بحروب أهلية طائفية ومذهبية، مما يؤكد أن الذين يقودون لبنان منذ ما بعد مؤتمر الدوحة لا أعاده الله ليسوا بالمستوى المطلوب لقيادة البلاد، وكلهم ولا تستثني أحدا منهم، وهنا نقول لرئيس الحكومة الحالي أن كان قراركم حول التوقيت خطأ لماذا أعلنتموه؟ وان كان قراركم صحيح وسليم لماذا تراجعتم عنه وأعطيتم للطائفيين الحالمين بالمناصب والمواقع الحكم وقيادة البلاد وهم دون هذا المستوى ألا يكفي عهد القوي الذي أخذ البلاد إلى جهنم ومن جهنم الى الانهيار والتصفية، أليس هذا ما يحدثنا عنه واقع حال لبنان واللبنانيين وأحوال الدول العربية بأغلبيتها وشعوبها المظلومة بنيران التهجير من أوطانها وتدمير مناطقها والمنازل وتبديد الثروات وجموع الهجرة والتهجير المقنن والمخطط والعيش بالفوضى الخلاقة وهي الهدّامة. وقبل أن أختم هذا المقال أذكّر بمقال نشرته بجريدة «اللواء» في 31 أيار 2022، بعنوان «انتبهوا يا عرب العراق عاد»، عاد ليستكمل كامل تحريره من الغزاة المحتلين ويستعيد سيادته من الطامعين وأصحاب فرض الوصايات عليه أرضا وشعبا ومؤسسات وثروات، وكان مجلس النواب العراقي بجلسته التاريخية بتاريخ ٢٥ أيار ٢٠٢٢ وبإجماع الحاضرين قد أصدر قانونا شجاعا يقضي بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل وفرض عقوبات على المتورطين تصل إلى الإعدام والسجن المؤبد ومنع أي تواصل دبلوماسي أو سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو تلاقي أو أي شكل من أشكال العلاقة مع الكيان المحتل في ما لم تجرؤ دولة عربية أخرى القيام بمثله. ومقال آخر في الثالث من أيلول /2022/ بعنوان «حمى الله العراق شعبا ووطنا ودولة»، ونسأل الله أن يحمي العراقي والأمة العربية من كل الأعداء الظاهرين والمخفيين واننا كأبناء الأمة العربية وكاتب المقال واحد منهم نتطلّع إلى مؤتمر القمة العربية الشهر القادم بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بالأمل والرجاء مقترحين بأن يكون البند الأول على جدول أعمالها الوقوف على قرارات القمة السابقة وخاصة قمة الجزائر الأخيرة لأن قيمة أي اجتماعات وقرارات بمدى تنفيذها ودعوة الجمهورية العربية السورية إلى موقعها الطبيعي مع اخواتها الدول العربية، ولا بد من الإشارة للقرارات والمواقف المتقدمة للمملكة العربية السعودية وأبرزها التلاقي الاستراتيجي والشراكة الطويلة الأجل مع دولة الصين الصديقة الدائمة للعرب والتصالح والاتفاق ما بينها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما يحمله من معانٍ صداقة وأخوة إسلامية وحماية للأمن والاستقرار والعيش السويّ بين العرب وإيران وشعبيهما والقرار المتقدم والتقدمي بانضمام المملكة الى منظمة شنغهاي مما يوفّر للمملكة موقعا عربيا قياديا مع مصر والعراق وسوريا والجزائر وفلسطين وكل الدول العربية، وهذه أبواب أمل لدول الأمة العربية ودول ما يسمى بالشرق الأوسط. والتوفيق والنصر من عند الله.