بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 آب 2020 10:02م ستبقى إرادة الحياة الأقوى

حجم الخط
بعد أسبوعين على جريمة إنفجار المرفأ المروعة، وحيث البحث ما زال جار عن مفقودين، بالرغم من الجراح الكبيرة والآلام من جسدية ومعنوية ومادية لهذا المصاب الجلل، ومن الوضع الإقتصادي الصعب، فإنّ بيروت ترفض اليأس وتنتفض لنزع الغبار والدمار عنها.

لقد تمّ إقفال 530 مؤسسة في البلد وحدها بعد تعرضها لأضرار جسيمة، ومع ذلك بدأت المكاتب تحاول الإصلاح قدر المستطاع بهدف إعادة الحياة...

بيروت الأبيّة ستنتفض على جراحها، بيروت الشامخة لن تنهزم أبدا مهما لزم من وقت طويل لتحقيق ذلك، لأن أبناء العائلة الواحدة، اللبنانيين جميعا، مصرّين كعادتهم متكاتفين لإعادة إعمار مدينتهم.

ها هو فندق Le grey يعدنا بإعاده فتحه بعد إنجاز ترميمه، والنهار مستمرة، والمكاتب في البلدية خلية عمل بمساعدة جيشنا الأبي رغم فداحة الدمار، وجمعيات المجتمع المدني بإصرار وثقة ودعم كامل للمنكوبين.

أمّا الحزن الأكبر والأسى أن نسمع أنّ ما حدث هو بسبب الإهمال..وهنا أتساءل هل يستخفون بعقول اللبنانيين؟ ألا يخجلون من قول هذا السبب أمام الإعلام العالمي؟ هل هكذا تدار المرافق العامة؟ هل هكذا تبنى الدول؟ هل هكذا نحافظ على سمعة وكرامة الوطن؟

لماذا أتت هذه الباخرة المشؤومة الى بيروت؟ ومن أحضرها؟ هل حققت الغرض الأساسي منها؟ لماذا أفرغت 2750 طن من نيترات الأمونيوم في العنبر 12؟ لماذا بقيت هذه المواد الخطرة 6 سنين ؟؟ أين اختفت بقية الكمية إذا كان صحيح أن الكمية التي انفجرت لا تتجاوز 300 طن وإلا لكانت بيروت إختفت كليا حسب ما أجمع معظم الخبراء؟ أيعقل أن يتم تبادل التقارير عن درجة خطورة هذه المواد على السلامة العامة بين كافة المسؤولين دون أي نتيجة؟

وهل ما سحب من هذه الكمية أو سرق سبّب نفس المآسي للآخرين من دمار وموت وبؤس؟ وأين استعملت؟

كل ما يريده اللبنانيون معرفة الحقيقة، الحقيقة فقط، الحقيقة كاملة لهذه الجريمة ضد الإنسانية.

مهما إستغرق الزمن لإعادة البناء والترميم،الأكيد أن بيروت بكافة كنائسها وجوامعها ومؤسساتها وأبنيتها سترمم مجددا، بدعم كل أبناءها في الداخل والخارج، وبمساعدة كل الدول الصديقة والمحبة للشعب اللبناني، معلنة أنّ اليأس ممنوع وانّ ارادة الحياة والأمل هي الأقوى مهما كبرت المصيبة.